بداية أنا أعرف أن تعدد الزوجات منحة إلهية لا جدال فيها، وأعرف أيضا أن هذا الموضوع كان ومازال مدخلا يهاجم من خلاله الإسلام والمسلمين على أساس أن التعدد فيه ظلم للمرأة وإهدار من كرامتها. لن أخوض في مبررات التعدد أو ضروراته ولا في البعد الديني لهذه القضية، فهذا الموضوع كما يقولون قد «قتل بحثا». ولكني أريد أن أسلط القليل من الأضواء على دور المرأة في حياة الرجل، ومتى يبحث عن الزوجة الثانية، ولماذا يرتبط ذلك عند الزوجة الأولى وأن مهمتها قد انتهت، وأنها لم تعد تلك الشابة الجميلة التي يحبها زوجها. وأتساءل أيضا إذا ما كانت الزوجة الثانية تجلب السعادة للرجل وتزيح عنه الهموم والتعب، أم أنها تورطه بالكثير من الأعباء والمشاكل؟ أرجو أن تتسع صدوركم لما سأقوله، فالموضوع حساس، وكلامي هنا ليس دفاعا ومساندة لطرف أو تعنتا ضد الطرف الآخر. دعونا نبدأ بالسؤال الذي يحير الكثيرين (وطبعا الكثيرات)، هل يملك الرجل قلبا يستطيع أن يحوي بداخله أكثر من امرأة؟ ولماذا يبحث عن زوجة ثانية؟ قد تقول سيدة إن امرأة واحدة لا تكفي الرجل وبإمكانه أن يحب أكثر من امرأة في نفس الوقت، فهي جميلة ومتعلمة وأم من الدرجه الأولى ومخلصة ووفية وتحبه بجنون ومع كل ذلك أدار لها ظهره وتزوج عليها. وأصبح الهم والغم من نصيبها والورد والهدايا والدلع من نصيب العروس الجديدة، والشخط والنطر أيضا من نصيبها، أما الرقة والخفة والرومانسية فلست الحسن والجمال. الحقيقة إن ما تفعله أم العيال شيء جميل، ولكن هل هذا كل ما يحتاجه الرجل من شريكة حياته؟ لا طبعا، فالرجل يحتاج لزوجة صالحة، ولكنه يحتاجها أن تكون له صديقة ورفيقة وأيضا حبيبة. قد تقول السيدات إن العبء عليهن كبير، وإن الحياة أصبحت تحتاج لامرأة خارقة أو «سوبر وومان»، وأن الرجال قد تعودوا على المطالبة بالحقوق دون أن يكلفوا أنفسهم عناء أداء الواجبات، فهل هذا صحيح؟ البقية في الأسبوع المقبل... استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية