دعا اختصاصيون بيئيون وأطباء، أمانة جدة إلى ضرورة التحرك الفوري في معالجة المياه الراكدة المشكلة مستنقعات في كافة أحياء جدة، بعد أن شهدت موجة من الأمطار على مدى يومين متتاليين، بدلا من التوجه إلى رش الأحياء بالمبيدات الكيماوية. وأكد ل«عكاظ» اختصاصيون وأطباء أن أبرز المخاوف التي يعيشها أهالي جدة، وبالأخص سكان الأحياء الجنوبية، عودة نشاط مرض حمى الضنك أكثر من السابق. ورأى أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور علي عشقي أن كثرة المستنقعات في جدة ينعكس أثرها سلبا على البيئة بشكل عام، حيث تؤدي إلى توالد الحشرات وتكاثر البعوض في وجود البيئة الخصبة، مشيرا إلى ضرورة التحرك الفوري في معالجة هذه المستنقعات بدلا من التحرك لرشها. ويتفق الباحث البيئي محمد فلمبان مع رأى الدكتور عشقي، موضحا أن البيئة تتأثر كثيرا بهطول الأمطار، وحين تتكون المياه الراكدة والبرك والمستنقعات، مضيفا «وكلها عوامل جذب للبعوض والعديد من الحشرات». ودعا الباحث فلمبان الأمانة إلى مضاعفة الجهود في معالجة المستنقعات وبؤر البعوض التي تم رصدها في السابق، لأنها أصبحت الآن مرتعا نشطا للتكاثر. وأفادت الطبيبة بأن بعوضة الضنك تعيش في المناطق المدارية وشبه المدارية، حيث أمكن تقسيمها إلى مجموعتين وفقا لمنظمة الصحة العالمية. من جهته، أكد ل«عكاظ» وكيل أمانة جدة للخدمات المهندس علي القحطاني مباشرة فرق وآليات ومعدات الأمانة أعمالها بعد هطول الأمطار على أحياء جنوبي وشرقي جدة بعشر دقائق، موضحا أنه أشرف شخصيا على تنفيذ الخطة التي انطلقت في الرابعة والنصف فجر أمس، للوقوف على الأداء ضمن منظومة عمل متكاملة مع بقية الأجهزة الحكومية المعنية. وقال المهندس القحطاني إن فرق الأمانة بدأت في عملية تفريغ الأحياء والطرق من المياه على مرحلتين منطلقة من قويزة، وطريق مكة القديم، مبينا أن الشوارع والطرق الرئيسة كانت سالكة قبل الساعة السابعة صباح الأمس. وتحدث وكيل أمانة جدة للخدمات عن تواصل عمل فرق الأمانة أمام الإدارات والمرافق الحكومية والمدارس ومراكز الرعاية الصحية الأولية لتفريغ تجمعات المياه حتى لا تتأثر الأعمال أو الخدمات التي تقدمها للمواطنين والمقيمين، مؤكدا أخذ مصالح أصحاب المحال التجارية في الحسبان.