تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ألاعيب محتال والإيقاع به، بعد أن امتهن تنفيذ علميات نصب واحتيال على عملاء بنوك محلية، واستخدامه لبطاقاتهم للصرف الآلي في اختلاس أموال من حساباتهم، حيث نفذ 50 عملية نصب في ثماني مناطق ومحافظات على مستوى المملكة، وبلغ إجمالي المبالغ التي تمكن من سرقتها واختلاسها أكثر من نصف مليون ريال. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الرياض العقيد ناصر بن سعيد القحطاني، أن إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة منطقة الرياض، تمكنت من القبض على المحتال بعد أن توالت عدة بلاغات من بعض مستخدمي أجهزة الصرف الآلي، تفيد بتعرضهم لعمليات تحايل نفذها رجل ينتحل صفة موظفي البنك، أوهمهم أنه موظف في البنك، ويحمل معه أوراقا ونقودا يوهم أنه تسلمها من عملاء آخرين، مؤكدين أنه يؤدي دوره باحترافية بالغة تدفع من أمامه إلى منحه ثقته، ويعرض مساعدته على الضحية بأخذ بطاقته للصرف الآلي، ليستبدلها بأخرى تشبهها دون تنبه الضحية لخفة يده. وأبان العقيد القحطاني أن إدارة التحريات والبحث الجنائي ربطت بين بلاغات الحوادث الواردة، وتبين لديها أن تشابها في أسلوب المتهم يربطها جميعا، وأنها بذلت جهودا حثيثة حتى توصلت إلى كشف هوية المتهم، والذي اتضح أنه كان متخفيا ويمارس عملياته في أكثر من منطقة من مناطق المملكة، وجرى تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية بهدف رصده، حتى تمكن رجال البحث من القبض عليه في محافظة جدة، وجرى تسليمه بعد ذلك إلى شرطة الرياض. وكشف القحطاني ل«عكاظ» أن المتهم ارتكب 50 عملية احتيال في منطقة الرياض وأربع محافظات تابعة لها، إضافة إلى المنطقة الشرقية، منطقة القصيم، ومحافظة جدة، مشيرا إلى أنه جرى عرضه على أكثر من 20 شخصا من ضحاياه، واستطاع أغلبهم التعرف عليه، مؤكدا أن التقدير الإجمالي لما سلبه المتهم يتجاوز نصف مليون ريال، وأشار إلى أن عددا من ضحاياه رجال يحملون درجات علمية عليا. وحذر الناطق الإعلامي في شرطة الرياض من تسليم بطاقات الصرف الآلي لأي شخص خارج مبنى البنك مهما كانت صفته، وعدم الإفشاء بالرقم السري لأي شخص كان، أو الاستعانة بالغرباء في تنفيذ العمليات البنكية، مشيرا إلى أن معظم عمليات النصب والاحتيال تقع «نتيجة الثقة المفرطة التي ليست في محلها». من جهتهم، روى عدد من الضحايا تفاصيل علميات السلب والاختلاس التي تعرضوا لها، حيث ذكر (خ. ح) أن الجاني كان متقنا لدوره باعترافية فائقة، لدرجة أنه استطاع خداعه بالرغم من كونه «متعلما ومربي أجيال»، مفيدا أن الجاني كان يحمل معه أظرفا وأوراقا مصرفية ومبالغ مالية، توهم من يراه أنه موظف في البنك، ويتحدث بكل جرأة حتى مع موظفي البنوك، مضيفا أنه سلمه بطاقته ليجربها نيابة عنه في تنفيذ عملية إيداع، «وبخفة يد بدل البطاقة بأخرى شبيهة لها، وأوهمه أنه سيجري العملية من حسابه مقابل تعويضه عنها»، وفعلا نفذ العملية بواسطة بطاقة الضحية، وأخذ منه مقابلها نقديا، كما استخدم البطاقة في وقت لاحق لتحويل جميع أرصدة الحساب إلى حسابات أخرى. وأفاد ل«عكاظ» سليمان بن محمد بن ريس (65 عاما) وهو مدير مدرسة متقاعد، أنه شعر بدخول شخص غريب إلى غرفة الصرف الآلي أثناء وجوده بها في شهر رمضان الماضي، وعندما شعر بقربه منه حاول إنهاء العملية بأسرع ما يمكن، إلا أن الجاني استخدم بخاخا سلطه على جهاز الصرف وبادر بإلغاء العملية وسلم الضحية بطاقته، لينصرف في حينه مقررا تأجيل العملية إلى وقت لاحق، وأضاف بن ريس أنه في صبيحة اليوم التالي اكتشف أن البطاقة التي بحوزته ليست بطاقته، وبعد مراجعة فرع البنك اكتشف أن 70 ألف ريال سحبت من حسابه، منها 10 آلاف نقدا، وحوالى 20 ألفا في مشتريات مختلفة، بينما جرى تحويل الباقي في عمليات حوالة بنكية. أما ظفر بن محمد آل ظفر (55 عاما) وهو موظف متقاعد، فأفاد أنه أثناء دخوله لغرفة الصراف الآلي في أحد شوارع الرياض قبل عدة أشهر، اشتبه في شخص واقف في الغرفة، والذي بادره الحديث ووجهه نحو جهاز صراف آخر ليشرح له عملية الإيداع الآلي، يقول آل ظفر «ولا أعلم كيف استطاع استبدال بطاقتي ومعرفة رقمها السري، حيث أني عند انصرافي من الموقع ومحاولتي استخدام البطاقة التي بحوزتي، تحفظ عليها جهاز الصرف الآلي»، وأضاف أنه بعد مراجعته فرع البنك تبين له أن البطاقة التي تحفظ عليها جهاز الصرف لا تخصه، وأن مبلغا بقيمة خمسة آلاف ريال سحب بواسطة بطاقته المسروقة. من جهته، أشار أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت زكي حافظ، إلى أن البنوك السعودية أطلقت حملة توعوية واسعة النطاق على مستوى المملكة، وهي في مرحلتها الثانية تحت عنوان (مرتاح البال)، حيث أطلقت المرحلة الأولى خلال العام الماضي، وتضمنت عددا من الرسائل التوعوية للعملاء، حذرتهم فيها من أساليب الاحتيال والنصب المختلفة، سواء عن طريق الرسائل الإلكترونية أو البطاقات المصرفية، مثمنا جهود رجال الأمن في كشف حيل المحتالين وضبطهم، وأثنى على الإنجاز الكبير الذي حققوه أخيرا.