حذرت الأكاديمية والأستاذة المشاركة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة استشارية نساء وولادة الدكتورة وفاء محمد خليل فقيه، من التحديات الصحية التي تواجه المرأة السعودية. وقالت ل«عكاظ» إن هناك أمراضا عديدة تهدد المجتمعات العالمية وخصوصا الخليجية، ومنها السرطان والسمنة والهشاشة والسكري وغيرها من الأمراض التي أصبحت من علامات وسمة العصر. وفيما يلي نص الحوار: • بداية ما أبرز التحديات والمشكلات الصحية التي تواجه السعوديات؟ هناك العديد من التحديات الصحية التي تواجه المرأة بصفة عامة، وليس فقط في المملكة، ويمكن اعتبارها من مشكلات العصر التي خلقتها ظروف معينة تتفاعل تحت السطح ولا تحظى بالاهتمام المناسب لتدارك خطرها، ومن ذلك بالطبع أنماط السرطان المختلفة، والأمراض المرتبطة بتقدم السن، وسوء التغذية، وجميعها لها تفاصيل كثيرة يحتاج كل منها إلى حلول مختلفة. مخاوف السرطان • يتخوف معظم المرضى المصابين والمصابات بالسرطان اعتقادا أن الوفاة هي نهاية المرض، فما رأيك؟ يمكن ضمان الشفاء لثلث الحالات السرطانية، إذا ما تم الكشف عنها في مراحل مبكرة، وإذا ما عولجت حال اكتشافها على النحو المناسب، وترجع أهمية الكشف المبكر عن السرطان إلى الحقيقة القائلة إن فعالية العلاج تزيد إذا تم الكشف عن المرض مبكرا، ومن المهم بصفة استثنائية الكشف عن السرطان عندما يكون موضعيا (قبل حدوث النقيلة)، وتستند جهود الكشف المبكر عن السرطان إلى عنصرين اثنين هما؛ تثقيف الناس لتمكينهم من التعرف على علامات السرطان الأولى خاصة فيما يخص سرطان الثدي لدى السيدات، وتنفيذ برامج التحري للكشف عن الأشخاص المصابين بحالات سرطانية في مراحلها المبكرة أو حالات سابقة لظهور السرطان وذلك قبل ظهور علامات المرض عليهم. ويمكن الاضطلاع بتلك البرامج لتحري سرطان الثدي من خلال تصوير الثدي الشعاعي. تحديات صحية • لا بد أن هناك تحديات صحية أخرى غير السرطان تهدد المرأة. أحب في الواقع التطرق إلى واحد من أهم تلك التحديات وهو السمنة، حيث يعاني 30 في المائة من الرجال و50 في المائة من النساء من زيادة في الوزن في المملكة، وذلك بمتوسط 40 في المائة زيادة عن المعدل الطبيعي للوزن، وتؤثر السمنة بشكل كبير على السيدات الحوامل، حيث تبين الدراسات أن ثلث الحوامل فقط تكون لديهن زيادة في الوزن وفق النطاق الطبيعي، بينما ثلثا الحوامل يزداد الوزن لديهن عن المعدل الطبيعي. ولا شك أن زيادة الوزن لدى الحوامل تعد أمرا طبيعيا لا مفر منه، بل إنه أمر ضروري لسلامة الأم والجنين على حد سواء، لما قد يؤثر على صحة الأم والطفل بعد الولادة. وتختلف نسبة الزيادة من سيدة لأخرى، فمنهن من يزداد لديهن الوزن بشكل كبير، ومنهن غير ذلك، ويجب الحفاظ على الوزن الصحي بخفض كميات الطاقة الغذائية المتناولة، وبذل جهد رياضي لاستهلاك الطاقة الإضافية الناتجة عن تناول الغذاء غير الصحي، كما يمكن استشارة الأطباء للاستفادة من التقنيات الطبية الآمنة، كتقنية الزينيكال التي تساعد في التقليل من نسبة الدهون، بحيث لا يستفيد الجسم من الدهون إلا بمقدار الثلث، خصوصا إذا كانت الوجبات التي يتناولها الشخص تحتوي على الكثير من الدهون، ويضاف إلى ذلك التقيد ببرامج الحمية الغذائية المناسبة مع ممارسة الرياضة بصورة مستمرة. • وماذا عن مرض هشاشة العظام، وما هي المصادر الرئيسة له؟ هشاشة العظام كثر الحديث عن مرض هشاشة العظام خلال السنوات الأخيرة بين السيدات، على اعتبار أنهن الأكثر إصابة بهذا المرض مقارنة بالرجال بنسبة قد تصل ست سيدات لكل رجل. والمشكلة أن الحديث عن مرض هشاشة العظام وعلاجه أصبح موضة هذا العصر، وأحيانا لا يتم على أساس علمي صحيح. ولعل السبب في تزايد الحديث عن هذا المرض يرجع إلى أن متوسط الأعمار قد زاد بين السيدات ليصل إلى نحو 78 عاما على مستوى العالم، ما يعني أن السيدة تعيش نحو نصف عمرها بعد انقطاع الطمث، ويستمر المرض في التقدم بهدوء على مدار فترة ما بعد انقطاع الطمث، ناهيك عن طبيعة الحياة، وقلة الحركة في مختلف أنشطتنا الحياتية. ولا يمكن أن يعتمد التشخيص على الكشف الإكلينيكي الظاهري، ولكن لا بد من قياس كثافة العظام بواسطة جهاز مخصص لذلك، ليس فقط لمعرفة إن كانت هناك هشاشة في العظام أم لا، ولكن للوصول إلى درجة تلك الهشاشة حتى تعالج بشكل فعال.