بعهدة التوثيق كتب محرر «عكاظ» لمراجعات الكتب أن أول مرة يظهر فيها كتاب الغرباء هكذا يسميه البعض اللامنتمين أو المهمشين تعود من نواح تاريخية إلى عام 1967م في تلك المرحلة اكتسب بوني بوي تعاطفا عميقا؛ لأنه يحاول أن يوجد لنفسه مكانا في مجتمع صعب للغاية، لكن نفس القصة في القرن ال21 تعيد نفسها بصياغة جديدة في الثاني من سبتمبر 2010م، حيث كتبت ناقدة أمريكية بطي تعليق حول رواية الغرباء قائلة: ما أشبه الليلة بالبارحة! إذ أن هذه الرواية وعلى غير الفصول التي تطرق من خلالها ذات مرة الكاتب الوجودي كولون ولسون إلى مناقشة اللامنتمين بقصص ونقد لروايات متداخلة تتناول مجموعة شباب جاءوا من خارج أمريكا للعيش في هذه الولاية، ولكنهم فوجئوا بتيارات ومواقف اجتماعية تخطط بضراوة لقذفهم في العراء. صدرت آخر طبعات هذه الرواية عام 2007م للكاتبة الأمريكية سوزان هينتون في أقل من مائتي صفحة ومع ذلك إلى منتصف نوفمبر من عام 2010 كانت هناك بحسب مؤشرات جوجل للإحصاء ما لا يقل عن 9848 إحالة تتوافر بطيها حالة الاستقراء والتبيان والإشارة الفكرية، هذا عدا فوارق الرؤية التي تميز بين جيل وآخر. لكن الروائية سوزان هي غير الفيلسوف الوجودي الإنجليزي، إذ ولدت في تولسا في أوكلاهوما في عام 1950، هي خريجة من جامعة تولسا في ولاية أوكلاهوما. استهوت فكرة «الغرباء» الكاتبة الأمريكية منذ نعومة أظفارها، وهي لا تزال بعد طالبة قبل التحاقها بجامعة تولسا، وهكذا من واقع تجربتها في أوكلاهوما كتبت عن مجموعة من الشباب الذين جاءوا إلى أوكلاهوما لاحقا وخاضوا في شوارعها ومن خلال حياتهم فيها حربا نفسية ضروسا ليحضوا بقبول المجتمع في أوكلاهوما، هنا ومن خلال تسميتها هذه الرواية ب The outsiders فقد أثارت الكثير من دواعي المكبوت التاريخي عبر الرواية حول اللامنتمين ممن يحاول المجتمع الكبير أسقاط حقوقهم للحياة فيه بانتمائهم إليه. هذا الكتاب يمثل من خلال الفضاء الروائي تجربة جيل كامل من اللامنتمين، وهو يتحدث من خلال الإبداع الأدبي إلى جيل الشباب الناشئي في أمريكا وعموم الغرب من غير أن يكون معنيا بأي تحزبات أو إضافات من خارج الطقس الروائي بسرديات التقاليد!. The Outsiders 2007 S. E. Hinton 196 pages