ثلاثة أرباع المشكلات العويصة الموجودة في المجتمع تعود في أسبابها المباشرة وغير المباشرة إلى تدني مستوى التعليم، علمها من علم وجهلها من جهل. ثمة جهود واضحة ومخلصة لتطوير العملية التعليمية ليس من خلال مظهرياته وشكلياته كما كان الأمر يجري سابقا، وإنما من خلال محاولات جادة للنفاذ إلى بنيته الأساسية. ورغم قناعتي بمصداقية هذه الجهود من قبل فريق الوزارة، إلا أنني ورغم ذلك لست متفائلا بأن تسفر مثل هذه المحاولات عن تحقيق تطور ملموس يمس جذور العملية التعليمية ويؤثر بالضرورة في مخرجاتها. الوزارة، على سبيل المثال لا تستطيع إنهاء خدمات موظف أو معلم قام بفعل مخالف (....) ولدي شواهد على ذلك، فما بالك ونحن نتحدث عن تقويم يمس الأداء أو التأهيل أو الغياب. مرجعية المعلم والتربوي هي وزارة الخدمة المدنية، لكنهم يتعاملون مع التعليم بالوكالة، والكارثة هنا أن منظري الخدمة المدنية هم أكثر من يقطع بعدم ملاءمة هذه الأنظمة ويجزم بعدم كفاءتها. يمكن للوزارة بناء المدارس الحديثة وإقامة المعامل المتخصصة وتغيير الأنظمة التربوية وتدوير المديرين من خلال القوالب القديمة، لكن جوهر العملية التعليمية باق في موقع آخر. نظام الخدمة المدنية حائط كبير لا يمكن تجاوزه ولا تصدق ذلك في أية خطوة تطوير حقيقية، وخلف هذا الحائط تقف حوائط أخرى.. وكل له مرجعياته. لم نتعلم من التجارب، أربعة عقود ونحن ندور خلف المظاهر والشكليات رغم أننا نعرف «العلل» فالتطوير دوائر متداخلة كنظام الأواني المستطرقة لا يمكن تحقيق تغيير في جانب مع ثبات في الجوانب الأخرى. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة