أفادت مصادر وزارية مقربة من قوى الثامن من آذار ل «عكاظ» أمس أنه «من المستبعد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل إن لم يصدر موقف واضح من رئيس الحكومة سعد الحريري حول ملف شهود الزور». وأضافت المصادر ل «عكاظ» «أن إعلان الرئيس الحريري عن انعقاد مجلس الوزراء عند عودته من الخارج هو رد إعلامي على مقولة تعطيله لمجلس الوزراء برفضه بت ملف شهود الزور». وختمت المصادر «أن الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء دون التوافق عليها سيزيد الأمور تعقيداً لأنه سيكون سعياً من رئاسة الحكومة لإظهار باقي الأطراف بموقع التعطيل لعمل المؤسسات الرسمية». وكان سفير المملكة في بيروت علي عواض العسيري وفي حوار مع صحيفة السفير نشر أمس أكد أن لا وجود لمبادرة سعودية سورية لحل الأزمة اللبنانية الراهنة، وأوضح أن هناك أفكارا مطروحة للبحث وإرادة سياسية صادقة ومخلصة من القيادتين السعودية والسورية لمساعدة لبنان، لافتا إلى أن التعويل السعودي والدولي هو على اتفاق اللبنانيين في ما بينهم. ورأى السفير العسيري أن أي غياب للمؤسسات عن إيجاد آلية للحوار بين اللبنانيين لن يطمئن أي طرف محب للبنان، ولفت إلى أنه يعول، في هذا المجال، على جهود الرئيس ميشال سليمان. وأوضح أن ما يزعج المملكة هو محاولة إسرائيل خلق فتنة في لبنان، وأكد ردا على سؤال، أن علاقة المملكة بحزب الله ممتازة، وهي على تواصل دائم معه، كما أنها ترى نفسها في موقع الوسط وتحاول خدمة لبنان من خلال نسج علاقة مع جميع الأطراف فيه، مؤكدا أن علاقتها مع إيران جيدة وفي تحسن متصاعد. في المقابل رأى ممثل التيار العوني في الحكومة وزير السياحة فادي عبود أن «إحالة ملف شهود الزور إلى طاولة الحوار يعني وضعه على نار خفيفة». وإذ أشار إلى أن «فخامة الرئيس ميشال سليمان لحظ في مشاوراته موضوع إحالة ملف شهود الزور إلى طاولة الحوار»، تساءل عبود «هل وصلت هيئة الحوار بالواقع إلى أي نتيجة معينة أكثر فعالية من مجلس الوزراء؟». وشدد عبود على أن «فخامة الرئيس يطرح حلولاً ولا يفرض حلولاً، فتكون كل الناس راضية فيها عن هذه الحلول»، معتبراً أن «هناك صراحة في الموضوع وهذه الصراحة ليست عاطلة»، لكنه أكد «احترام الجميع لرئيس الجمهورية ولدوره». فيما رأى عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أنه «لم نصل إلى طريق مقفل في بحث القضايا الخلافية فرئيس الجمهورية سيستكمل مشاوراته، وقد تؤدي جهوده إلى نقل موضوع شهود الزور إلى طاولة الحوار»، لافتاً إلى أن «هذا موضوع عطل أعمال مجلس الوزراء وإدارات الدولة، وعطل الكثير من القضايا التي تهم الناس عموماً، ويمنع من الإنجاز».