صديقي .. هناك من هاجم الإعلامي الكويتي عبدالوهاب العيسى، وثمة من مارس الفوقية مؤكدا أن ما قاله العيسى لم يهز شعرة في رؤوس الشعب السعودي، مع أن أغلب السعوديين يرتدون الشماغ الغترة ولا يمكن لنا معرفة هل اهتزت شعرة أم لا؟ دعنا ننظر للأمر من زاوية أخرى بعيدا عن اهتزازات الشعر، حين يقال لك: أنت بقايا حجاج أو من شرق آسيا أو أفريقيا أو امرأة، وأي من هذه الأمور أو كلها أثارت غضبك، هذا يعني أنك وبشكل ما ترى أن تشبيهك بهؤلاء إهانة أو تقليل من قيمتك، لاعتقادك أن دمك وعرقك أرقى من أن يهبط لهؤلاء. بعبارة أصرح يعني أنك عنصري، ولا ترى أولئك الذين شبهت بهم يتماهون معك بالإنسانية، وإن حاولت إنكار عنصريتك إلا أنك لن تجد إجابة إن سئلت: لماذا غضبت إذن؟ سأبتعد عن السؤال وسأحدثك عن كيف يتم صناعة العنصري يا صديقي؟ إن الآباء والمجتمع حين يعلمون الطفل كلمة ما، هم لا يعلمونه معناها فقط، بل ويعطونه محتوى يتضمن معنى ذهنيا عقليا وعاطفيا لهذه الكلمة، وعادة ما يكون المعنى منحصرا في نطاق اتجاهات مشاعر الآباء والمجتمع. يحدث هذا في وقت مبكر جدا للطفل، قبل أن يمتلك القدرة على تفسير الأمور، وعما تعنيه له هذه الكلمة، وبمجرد أن ترسخ تلك الكلمة في عقل الطفل، تتحدد انفعالاته النفسية نحو تلك الكلمة، وتصبح عسيرة على التبدل والنقض. إذن من خلال تلك الكلمة نحن لا نزود الطفل بمعنى الكلمة وحسب، وإنما أيضا بالاتجاهات نحو السلوك، ومن هنا يتحدد اتجاهه السلوكي نحو كلمة «بقايا حجاج أو هندي أو امرأة». صديقي.. إن كل ما نحتاجه أن تعمل مؤسسات التعليم على إدخال تلك الكلمات لعقول الأطفال دون أن تشكل لهم انفعالات سلبية أو عدوانية ضد تلك الكلمات. نحتاج أيضا أن تعمل مؤسسات الإعلام على توعية الآباء والأمهات بألا يزودوا أبناءهم بانفعالات السلبية ضد أعراق أو قبائل لا ينتمون لها. إذ ذاك سنشكل جيلا لا يكترث كثيرا حين يتم تشبيهه بإنسان آخر، كذلك سيكتشف الإعلامي الكويتي العيسى أن سلاحه «بقايا حجاج» لم يعد ذات قيمة ليطلقه ضدنا. التوقيع: صديقك أ[email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة