صديقي .. أين بدأت الحياة على الأرض لأول مرة؟ هذا السؤال أحد أهم الأسئلة التي أرقت العلماء، فهل هذا السؤال يؤرق من هم ليسوا علماء، أم هو سؤال تافه بالنسبة لهم، لأنه لن يغير شيئا إن عرفنا أم لم نعرف؟. ثمة قصة جميلة لم أعد أذكر من رواها، تقول القصة: «كان المثقف يجلس مع أصدقائه الذين يحبون لعب «البلوت»، فيما هو لا يحب لعب الورق، وكان يتابع التلفزيون قليلا، وشتائمهم المتطايرة (يا أخي أنت ثور بالبلوت) وهم يلعبون. في ذاك المساء بثت إحدى القنوات وصول مركبة الفضاء (سبرت) للمريخ، وإنه بدأت تصل الصور للأرض، فطلب من اللاعبين الصمت قليلا، فترك لاعبو البلوت اللعب، وراحوا يتابعون التقرير، بعد مضي أكثر من عشر دقائق على بث التقرير، قال أحد لاعبي البلوت متذمرا: «يا أخي هؤلاء فاضين كملوا لعب بس». يخيل لي أنك رأيت السؤال الأول تافها، لأن الأمر لن يتغير كثيرا إن عرفت أم لم تعرف، لهذا هم يشغلون أنفسهم في أمور تافهة، في نفس الوقت وإن لم أكن مخطئا أنت تعاملت مع القصة على أن لاعبي البلوت هم «الفاضين» أو المشغولون بأمور تافهة كلعب البلوت، فيما العالم مهتم بكوكب المريخ وهل هو صالح للحياة؟. بعيدا عن السؤال والقصة، ما التافه بالنسبة لك يا صديقي؟. بعد أن تفتش عن إجابة لهذا السؤال، وتحصر التفاهات وتوثقها في ورقة، يمكن لك اكتشاف مدى عنصريتك وأنانيتك، لأن العنصرية تدفع صاحبها لتتفيه كل ما لا يتماها معه عرقيا أو عقديا. وتتجلى عنصرية الإنسان حين يرى عذابات إنسان آخر يحمل عرقا أو مذهبا أو عقيدة مختلفة، ولا يسانده أو يتعاطف معه على أقل تقدير، ويرى أن القضية لا تعنيه ولا تهمه كأن يقول: «وش دخلني أنا». تتجلى أكثر هذه العنصرية، إن شعرت بسعادة لألم ذاك الذي يخالفك العرق أو المذهب، إذ تقول وأنت تسمع بتفجير : «يستاهلون الله لا يردهم»، مع أن الموتى أبرياء ولا دخل لهم باللعبة السياسية، وخطيئتهم الوحيدة أنهم جاؤوا في زمن انتشرت فيه ثقافة التفجير. أرأيت يا صديقي كيف هي الأمور التافهة بالنسبة لنا، تدل على مدى إنسانيتنا، إن امتلأت ورقتك التي تدون فيها الأمور التافهة، عليك أن تعيد النظر بإنسانيتك. التوقيع: صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة