أوضح ل «عكاظ» أمين دار الفتوى في سورية الدكتور علاء الدين الزعتري أن تنظيم مسابقة لاختيار أجمل الأصوات جائزة ولا شيء فيها بل إنها إحدى الوسائل المحببة في الإسلامي والداعية إليه، مبينا أن وزارة الأوقاف السورية لديها لجان لاختيار الأئمة والمؤذنين، وقد تمت إضافة حسن الصوت كأحد الشروط الأساسية لقبول المؤذن الجديد. وشدد على أن الأمر قديم وليس جديدا ويطبق منذ سنين في كل فروع الوزارة في سورية، واعتبر الزعتري العمل بهذا الشرط موافقا للسنة النبوية، بل إنه من هدي النبوة، مستشهدا بالحديث الشهير للرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما رأى عبد الله بن زيد فقال له «علمه بلالا فإنه أندى منك صوتا» في إشارة لأهمية الصوت الجميل خصوصا في رفع الأذان، وهو أمر نبوي يجب أن نقتدي به ونعمل على تطبيقه بين الناس. ولفت الزعتري إلى أن من شروط المؤذن الجيد حسن الأداء مع جمال الصوت، متسائلا: ما المانع من وجود مؤذن جميل الصوت يحبب الناس في الأذان والصلاة؟. ورأى الزعتري ان اختيار المؤذنين أصحاب الأصوات الجميلة يغلق الباب في وجه كل من يعترض على رفع الأذان عبر مكبرات الصوت ويراه مزعجا، معيدا سبب استياء البعض من مكبرات الصوت إلى قباحة صوت المؤذن وليس علو الصوت. وشدد الزعتري على أن الصوت الجميل يجذب الناس للصلاة ويحببهم فيها ويجعل الأذان سمة بارزة من سمات المسلمين، داعيا الدول العربية ومن ضمنها المملكة إلى تعميم الفكرة باختيار المؤذن ذي الصوت الأجمل. وكانت مديرية الأوقاف في حلب قد أعلنت عن أول مسابقة من نوعها لاختيار أصحاب الأصوات الجميلة في المدينة المعروفة منذ مئات السنين بأحد أجمل الألقاب (أم الطرب). وشرح مدير مديرية الأوقاف في حلب الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني أن المسابقة فكرته وعمل على تنظيمها منذ شهر، ودعا صاحب كل صوت جميل للمشاركة فيها أمام لجنة التحكيم المكونة من خبراء في الموسيقى والطرب والصوت، لاختيار الأفضل والأجمل بين الأصوات، كما قال. وبين أن فكرة المسابقة جاءته بعد شكاوى تقدم بها بعض السكان المنزعجين من بعض أصحاب الأصوات النشاز من المؤذنين «فأنا أول المنزعجين منها في الأساس، لذلك سارعت لإنقاذ هذه الوظيفة الدينية الحميدة وإعادتها إلى القصد الأساسي منها، وهو الدعوة إلى الصلاة بطريقة محببة ومنسجمة مع الذوق العام، لا المنفرة، وهي في الأساس مستندة إلى سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)»، وفق تعبيره. وذكر الدكتور محمود أن النبي اختار بلالا الحبشي (رضي الله عنه)، لأن «مؤذن الرسول» كان أجمل وأقوى صوتا من سواه «لا لأنه كان الأتقى بين الصحابة بالتأكيد، لذلك فالدعوة إلى اختيار الأجمل صوتا ليكون مؤذنا هي دعوة فاضلة لأنها من السنة الكريمة»، كما قال.