في «موزمبيق» يصح أن يكون لتحفيظ القرآن قضية .. أما السعودية فليست «الموزمبيق»!! وإذا توفر لموزمبيق معلمون يحفظون أبناءها القرآن الكريم .. فمن العار أن لا يوجد في السعودية .. سعوديون لتحفيظ القرآن!! وعار عظيم أن يتباهى المتباهون بهذا «الخلل» ويدافعون عنه بقضهم وقضيضهم ولا يرونه نقيصة تستوجب المساءلة والتحقيق بعد هذا العمر الطويل لجهود التحفيظ ودور التحفيظ وحلقات التحفيظ ومدارس التحفيظ وجمعيات التحفيظ .. وكل الاجتهادات المتواصلة التي ظهرت باسم التحفيظ منذ عشرات السنين!! والغريب أن الذين يتلبسون أردية الدفاع عن حمى القرآن العظيم يدعون الدفاع .. ثم لا تهتز فيهم شعرة خجل وهم يقولون إن غير السعوديين أسسوا لتعليم القرآن الكريم في السعودية وهم أقدر على التحفيظ وهم يرضون بالأجر الزهيد وهم لا ينتظرون شكرا ولا حمدا!! يعني أن السعوديين ليس لديهم شيء من هذه الصفات النبيلة!! أليس هذا مدعاة للخجل والله! كيف لا تقطر جباههم حياء وخجلا من هذا الذي يقولون وهو عار عظيم وعجز مشين يدل على قصورهم وتقصيرهم في بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهد الهدى والرسالات مما يدل أن تركيب المسائل في يدهم متى شاءوا قلبوا الموازين وزينوا الباطل كي يبدو حقا!! والله أعلم بما يضمرون! واليوم ما جئت أكتب عن سعودة تحفيظ القرآن فهذا له مقام آخر حتى يحين وقته وعندي لم يحن بعد!! إنما أكتب اليوم عن توظيف السعوديين وما يلاقيه من تناقضات ومصادمات وإحباطات! وبما أن سعودة تحفيظ القرآن آخر ما ظهر على السطح الإعلامي أختارها نموذجا لقربها من ذاكرة الناس فلا زالت شاخصة لم تدخل طي النسيان! ولاحظوا .. من بين الموانع الصارمة والمعلنة للملأ في عدم توظيف السعوديين .. قول بعض أصحاب المال والأعمال والتجار، وقول بعض دعاة الصحوة من القادرين المبجلين، وقول بعض المدافعين عن منح الوظيفة لغير السعوديين .. قولهم جميعا وهو قول سائد .. إن السعودي لا يرضى براتب زهيد كما يرضى به غير السعودي وهذه الحجة كانت أساس انطلاق حملات الرفض لسعودة تحفيظ القرآن زاعمين أن الهدف إغلاقها وتم التستر على هذا الهدف بقرار السعودة لأنه معروف ومؤكد استحالة تطبيق السعودة فالمعلم السعودي لن يرضى براتب (500) ريال!! عجيب!! ولماذا لايتساءلون في المقابل لماذا يرضى غير السعودي براتب (500) ريال هل لهذه الدرجة بمقدورهم وضع العصابة على عيون الناس! لا تقولوا أريحية من غير السعودي ولا هي الحاجة فقط .. فالسعودي محتاج أيضا!! فهل ليس لديه أريحية!! وإيثار وحب القرآن!! ولو كان غير السعودي قادرا داخل السعودية أن يعيش براتب (500) ريال لكان السعودي أولى وكان الذي يحصل على راتب (2000) ريال من أثرى أثرياء العالم!! والحقيقة أن (500) ريال لا تكفي لغير السعودي في السعودية للإيجار والأكل والشرب وخلافه من الضرورات وليست دخلا كافيا للعيش الكريم إلا إذا كان لغير السعودي في التحفيظ موارد مالية أخرى .. فمن أين؟! هذا غير أن عليه أن يرسل لأهله في بلاده جزءا منها كيف؟ هل يستطيع تحقيق هذه المعجزة! إنها الشائعات التي جعلت السعوديين يدفعون الثمن!! وليسوا بحاجة فقط للتحفيظ بل ودروس في الادخار!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة