قبل أكثر من 4 سنوات كنت أعمل في محافظة بيشة وقد كتبت عدة مقالات ومطالبات عبر هذه الصحيفة وغيرها من الصحف عن طرق بيشة الخطرة التي تربطها ببقية مدن المملكة من ثلاثة اتجاهات، كان ذلك قبل خمس سنوات من الآن نظرا لما كنت أراه وأسمع عنه وأقرأ عن حوادث السيارات التي أهلكت الناس وقتلتهم شر قتلة. وكانت تلك الملاحظات والمطالبات تتلخص في ازدواج تلك الطرق وعمل سياج حديدي يحد من دخول الجمال والحيوانات الأخرى إلى الشارع واصطدامها بالناس وهي مطالب طالما ناشد أهالي بيشة المسؤولين بتوفيرها والحد من مشكلة الطرق المميتة. وقد عدت قبيل فترة إلى هذه المحافظة العزيزة على قلوبنا التي تعد جزءا غاليا من بلادنا الحبيبة لا تختلف عن أي منطقة أخرى، أقول عدت إليها لأجدها جاثمة بين تلك الطرق الخطرة والمميتة التي لازالت على حالها تتربص بها كأسد مفترس لا يرحم قتلاه وكل يوم يلقى حتفه عدد منهم نتيجة حادث، فلم يتم العمل على ازدواج أي منها ولم أر أية بوادر لجعلها طرق مزدوجة بل لا زالت طريقين متلاصقين مليئين بالمنعطفات والمنحنيات الخطرة والمميتة، وهذه الطرق الثلاث هي طريق بيشة الخميس، رنية، سبت العلاية وجميعها غير مزدوجة وتكتض بالجمال السائبة وكأنها غائبة عن مشاريع التنمية التي تمر بها بلادنا التي أنهت ازدواج كثير من الطرق فعلى سبيل المثال طريق الطائفالباحة أو ما كان يسمى طريق الجنوب منذ سنوات انتهى ازدواج جزء كبير منه، ولا زال العمل جار على ازدواج البقية بين أبها وسبت العلاية بل وصل إلى مراحله النهائية مما قلل حوادثها بشكل كبير بل لم نعد نسمع عن تلك الحوادث إلا ما ندر، وهنا نود أن نطرح تساؤلاتنا بكل ألم؟ لماذا لا يبذل المسؤولون في المحافظة المزيد من الجهد لتخليص المسافرين من شبح الموت الذي يتربص بضحاياه عبر هذه الطرق الثلاثة، ولماذا تغيب مشاريع التنمية وخصوصا ما يتعلق منها بالطرق عن محافظة بيشة؟ ألا يرون ويسمعون عن حوادث تلك الطرق التي حصدت أرواح الكثير من ساكنيها؟ مجيب الرحمن العمري جدة