رصدت وزارة الصحة نحو 800 مليون ريال لتمويل تكاليف إنشاء أول مصنع لمشتقات البلازما في المملكة، وأبلغ «عكاظ» أمس مدير عام المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة الدكتور إبراهيم العمر أنه سيتم إنشاء المصنع بالتعاون مع شركة أوروبية ذات خبرة واسعة، مؤكدا أن المشروع الذي يستهدف توطين صناعة الدم في المملكة سيمكن من إنتاج 14 صنفا من الأدوية قبل عام 2013 من بينها أدوية لعلاج السرطان والتسلخات والحروق والنزيف، حالات نقص عوامل التجلط، وغيرها من المضادات الحيوية المهمة. ونبه العمر الذي يتولى مسؤولية متابعة سير أعمال المشروع، أن المملكة بإنشائها هذا المصنع ستنضم إلى قائمة عشر دول فقط تمتلك مثل هذا النوع من التقنية والمصانع المتقدمة، مشيرا إلى أن الوزارة باشرت فعليا إجراءات تهدف إلى تهيئة الأمور لضمان سير المشروع بالشكل المأمول، من بينها تحديث وتطوير 20 بنكا للدم في المملكة تبلغ تكاليف إنشائها نحو 500 مليون ريال، حيث يجرى تقييم علمي رفيع لآليات عمل هذه البنوك، وكذلك تركيب وحدات جديدة تمكن المتبرعين بالدم من إنهاء إجراءاتهم بسرعة وسهولة وفق معايير عالمية لنقل الدم. وزاد مدير عام المختبرات «أن مصنع مشتقات البلازما يهدف للاستفادة من مشتقات الدم ويعد مشروعا حيويا واستراتيجيا، سيتم فيه تصنيع مشتقات البلازما التي تعتبر دواء متقدما، ويشكل في نفس الوقت أمنيا دوائيا بحيث لا يتم استيراد بعض الأدوية من الخارج، وإنما سيتم إنتاجها من الدماء المحلية»، وذكر أن وزارة الصحة في المملكة عملت بمشاركة مجلس وزراء الصحة العرب على إنشاء المصنع لإنتاج مشتقات البلازما ليخدم كل دول المنطقة. وجزم بأن تكلفة استيراد الدم من الخارج مرتفعة وذات الأمر بالنسبة للأدوية وإنشاء هذا المصنع يعد استثمارا حقيقيا لصحة الإنسان، وهو يحظى بدعم مكثف من قبل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وسيمكن من تصنيع الأدوية من جينات الدم المحلية، ولذلك والحديث هنا للعمر ستعمد الوزارة إلى تنظيم حملات للتبرع بالدم لتشجيع الناس وزيادة الكميات في البنوك بما يكفي لتأمين الدم وصناعة الأدوية. وخلص مدير عام المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة إلى القول بأن عدد بنوك الدم حاليا يبلغ 252 بنك دم منتشرة في جميع أنحاء المملكة، وتم خلال العام الماضي جمع أكثر من 415 ألف كيس دم، منها 40 في المائة جمعت عن طريق المتطوعين، وأوضح أن قوائم وزارة الصحة أحصت عدد المتبرعين المسجلين لدى الإدارة العامة للمختبرات وبنوك الدم في المملكة ب25 ألف متبرع، فيما بلغ عدد الذين حصلوا على وسام من الدرجة الثانية ممن تبرعوا بدمائهم 50 مرة فأكثر من ألف متبرع. وأحصى العمر عدد من تبرعوا بدمائهم أكثر من 100 مرة ب 80 شخصا، مشددا على أن النصائح الطبية توصي أن لا يتجاوز تبرع الشخص الواحد بدمه أكثر من خمس مرات في العام، حيث لدى الوزارة نظام حاسوبي قوي يتولى تدقيق المتبرعين بالاعتماد على رقم الهوية الوطنية للمواطنين السعوديين، ورقم الإقامة للأشقاء المقيمين في المملكة.