شكلت إدارة التربية والتعليم في العاصمة المقدسة أمس لجنة للتحقيق في أسباب تغيب نحو 320 طالبة وطالبا من سكان قرى عمق (جنوبي مكة) عن مدارسهم، وتنوي اللجنة زيارة المدارس وتقديم تقرير مفصل يوضح أسباب الغياب لاتخاذ الإجراءات الرسمية إزاء ذلك. وكان أولياء أمور الطالبات والطلاب في قرى البيضاء والرياض والفالحية في منطقة عمق، أجبروا أبناءهم وبناتهم على الغياب الجماعي عن مدارسهم، احتجاجا على عدم وجود مدارس في قراهم، وبعد المدارس عنهم بمسافة تصل إلى 35 كم. وقال الأهالي إنهم لجأوا إلى هذه الوسيلة تعبيرا عن امتعاضهم من مماطلة إدارة التربية والتعليم في إنشاء مدارس داخل قراهم التي تكتظ بأكثر من عشرة آلاف نسمة، مؤكدين أنهم اضطروا أخيرا إلى السماح لأبنائهم الصغار بقيادة السيارات وتوصيل أخوانهم وأخواتهم إلى المدارس الحكومية في قرية الخضراء، البعيدة عن ديارهم، وهو ما يجعلهم عرضة لمخاطر الطريق والحوادث. وسجلت مدارس الخضراء في عمق اليومين الماضيين تغيب نحو 120 طالبا و200 طالبة في مختلف المراحل الدراسية، في وقت يطالب فيه الأهالي إدارة التربية والتعليم الوفاء بوعودها والبدء بإنشاء المدارس في قراهم، وأشاروا إلى أن مشروع مدرسة البنات المقرر إنشاؤه في منطقتهم توقف بحجة عدم موافقة إدارة المالية في تعليم مكة عليه، ورغم تنازل صاحب المبنى عن الإيجار في سبيل إستكمال المشروع والحديث للأهالي إلا أن إدارة التعليم أصرت على عدم فتح المدرسة. وعلق نائب مدير التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة الدكتور محمد الشمراني على هذا الوضع بالتأكيد على أن عجلة التعليم لا بد أن تسير تحت أي ظرف من الظروف، وليس من حق الأهالي إرغام أبنائهم على الغياب عن المدراس بحجة القرب أو البعد، مؤكدا أن الإدارة وفرت لهم وسائل نقل من وإلى المدارس. وحول ادعاءات الأهالي بتوقف المشاريع التعليمية في قراهم، قال الشمراني إن إدارته رفعت للوزارة بحاجة المنطقة لمدارس عدة، ومن المتوقع أن يعتمد افتتاح مدرسة متوسطة للطلاب العام المقبل، وبقية المدراس في الأعوام المقبلة.