تحكم حسابات كثيرة في المحصلة النهائية للجولة الأخيرة في المجموعة الأولى التي تتنافس فيها ثلاثة منتخبات، هي السعودية والكويت وقطر على بطاقتي التأهل لنصف النهائي، على اعتبار أن اليمن المستضيف قد ودع من الدور الأول ويخوض مباراته الأخيرة لتأدية الواجب. وتبرز في هذه الجولة مباراة السعودية وقطر، وقد فرضت مباريات المنتخبين في السنوات الأخيرة أهميتها، حيث اعتبرت بمثابة «القمة الفنية» لدورات الخليج لما تتمتع به من جمالية في الأداء وروعة في المهارات الفردية. وتلتقي أيضا الكويت حاملة الرقم القياسي بتسعة ألقاب في دورات الخليج مع اليمن الذي يمر في فترة صعبة جدا. يتصدر المنتخب السعودي ترتيب المجموعة برصيد أربع نقاط (سجل أربعة أهداف ولم تتلق شباكه أي هدف) بفارق الأهداف عن الكويت (سجلت هدفا واحدا ولم تهتز شباكها)، وتأتي قطر ثالثة بثلاث نقاط، واليمن أخيرا من دون أي نقطة. يحاول المنتخب السعودي أن يستفق بسرعة من آثار المباراة الثانية التي تعادل فيها سلبا مع نظيره الكويتي، بل يسعى إلى المنافسة على صدارة مجموعته، حيث فاجأ الكويتيين بأكثر من فرصة وكاد أن يهز شباكه في نهاية اللقاء عن طريق ضربة جزاء التي أضاعها محمد الشلهوب، إلا أن الكويتيين كانوا على الموعد في الجولة الثانية ورموا بكل ثقلهم مع منتخب الأحلام فخرجوا بتعادل يعتبره المنتخب الكويتي فوزا لهم أمام منتخب السعودي في ظل التنافس القوي بين المنتخبين. حسابيا، تعتبر السعودية شبه متأهلة إلى نصف النهائي وتحتاج إلى التعادل فقط لتأكيد تأهلها، الذي يمكن أن يتحقق أيضا شرط خساراة المنتخب الكويتي أمام اليمن بفارق هدف واحد؛ لأن فارق الأهداف يصب في مصلحتها. أما قطر فلا بديل لها عن الفوز للتأهل، أما في حال تعادلها فسيرتبط مصيرها بنتيجة المباراة الثانية التي تقام في التوقيت ذاته وتحتاج فيها إلى فوز اليمن على الكويت. تاريخيا، تميل الكفة بوضوح لمصلحة المنتخب السعودي الذي تفوق على منافسه القطري في جميع البطولات الخليجية السابقة. الكويت × اليمن التنافس بين المنتخبين يختلف كثيرا عما عليه سابقا، ولكن الأكيد أن الأول ينافس بقوة على إحدى بطاقتي التأهل والثاني يستعد لحزم حقائبه لمغادرة البطولة فور انتهاء المباراة وهو البلد المضيف. المنتخب الكويتي يعتمد الواقعية التامة مع كل مباراة نواتها التكتل الدفاعي والانطلاق بالهجمات المرتدة، وقد نجحت خطة المدرب جوراين حتى الآن، فامتص حماس المنتخب القطري الذي يتميز بتنظيم دفاعي جيد يحسب للاعبيه ومدربه الذي تعامل جيدا مع المباراة ولكن خرج بخسارة مؤلمة، وعاد في مباراة اليمن الثانية وعدل الأخطاء التي استفاد منها في المباراة الأولى.