أدى غياب الرقابة عن ورش التشليح في تبوك إلى تفشي مخالفي نظام الإقامة والعمل في العمل، مشكلين بذلك النسبة الأعلى بين العمالة المتواجدة. والمكان المخصص لتداول رجيع السيارات المتهالكة بفعل حوادث السير، يعاني أساسا من عدم التنظيم، بدءا من المساحات المستغلة وانتهاء بعملية البيع والشراء اليومي، ولا يستطيع الراغب في الاستفادة من المواقع، الحصول على مبتغاه لذلك تنتشر الفوضى. وكانت لجنة التعديات التابعة لإمارة منطقة تبوك قد حضرت قبل نحو عامين إلى الموقع، وأبلغت المخالفين بالإخلاء معطية وعودا بأن الأمانة ستعوض المنزوعة ورشهم مواقع جديدة. وعمد المستفيدون من الورش إلى التعهد للأمانة بدفع مقابل مادي كإجار سنوي ودفع أية مبالغ يتم فرضها؛ بغية لبناء نظامي حسب التعليمات. يقول فايز سلامة أحد زبائن محال التشليح «إن سبب الإقبال على الشراء من ورش التشليح هو الابتعاد عن غلاء الأسعار في وكالات قطع الغيار المستعملة في الصناعية التي يسيطر على أغلبها العمالة الوافدة، ونطالب أمانة المنطقة بالاستعجال بأخذ القرار وإعداد مدينة صناعية لورش التشليح والسكراب لكى يسهل علينا الحصول على القطع التى نريدها بأقل تكلفة وتوفيرا للوقت والجهد». واشتكى المواطن محمد العطوي من عدم تواجد المساجد والمرافق الخدمية والسفلتة، مبينا أن عدد ورش التشليح آخذ في التزايد على نحو غير نظامي حتى قاربت الوصول إلى الطريق الرئيس وتشويه مدينة تبوك. وأفاد العامل عيدروس سالم أنه يقيم ويزاول المهنة في ورشة التشليح منذ سنتين، وهو بحاجة إلى وصول الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والمرافق الخدمية التي تجعل لنا إقامة تامة في مواقعنا لتأمين الحراسة. ويشير عواد حسين الحويطي صاحب إحدى ورش التشليح إلى أنه امتلك ورشة في الموقع نفسه منذ خمس سنوات، ويعاني من سرقات ممتلكاته بسبب عدم تواجد الإنارة وعدم وجود دوريات الأمن داخل الورش إلا في حالة تقديم البلاغات. وذكر أنه تم تسليمه رقما من الأمانة وعند تأخر المنح وبعد المراجعة تمت إفادته بأنه سوف يتم تسليمه رقما بديلا للرقم السابق، وعند تكرار المراجعة للأمانة أفادت بأنه سوف يتم إيصال الكهرباء، وحتى تاريخه لم يفوا بوعودهم التي قطعوها. ويرى إبراهيم ناصر الحويطي أن مشكلة التشليح تتمثل في الكهرباء، الماء، انتشار السرقة، العمالة المخالفة. ويؤكد أن العمالة النظامية يبلغ عددهم أربعة يعملون لصالح كفلائهم، أما الباقي فأغلبهم عمالة مخالفة يتم التستر عليهم من قبل مواطنين. في ظل ذلك، أوضح ل «عكاظ» المتحدث الإعلامي في شرطة تبوك العميد صالح الحربي أن الدوريات الأمنية تغطي جميع مواقع التشليح وما جاورها على مدار ال24 ساعة. وأفاد أن أصحاب ورش التشليح وجهوا مطالبات سابقة بحراسة مواقعهم من قبل الشرطة «وهذا غير ممكن، فالمساحات كبيرة ولا تتوفر فيها الأسوار المناسبة وعلى الجميع توفير حراس أمن لمواقعهم». من جهته، قال المتحدث الرسمي لأمانة تبوك الدكتور رياض غبان «هناك تنسيق بين الأمانة والجهات الأمنية لحلحلة مشكلة ورش التشليح والسكراب، أسفر عن متابعة الورش وجارٍ الآن العمل لتسليم مواقع السكراب المخصصة لهم».