ما زالت صورة الحج حاضرة في أذهاننا من خلال فيلم الرسالة ومسلسل الخوالي وبعض الأعمال التاريخية والدينية القديمة تعللنا بعدم وجود عمل واحد يحاكي الحج بصورة يستقي قصصه من أفواه الحجيج كي يحولها عملا مصورا أبدعت الصحافة في نقلها عبر صحافتها بينما فشلت الدراما والسينما في المجاراة والمحاكاة. وتكمن أهمية الدراما والسينما في نقل صورة الحج كونها أكثر الوسائل تأثيرا وتعريفا وتصحيحا للمفاهيم فكثير من المسلمين لم يحجوا ولم يعرفوا كثيرا عن ما يخبئه الحج من قصص قضى فيها أصحابها أعمارهم لجمع المال من أجل رحلة العمر وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. وأما المد المتنامي من المسلسلات والأفلام مع كثرة الفضائيات و«انتشار دور السينما في العالم بقي موضوع الحج بكرا لم يطرق بالشكل الصحيح ولم يركز على معانيه وعبره بالشكل الكافي مما يجعل صورة الحج في السينما خصوصا وفي الدراما عموما مغيبة .. «عكاظ» طرحت التساؤل على المختصين وأصحاب الشأن فبداية أكد المخرج المخضرم نجدت إسماعيل أنزور أن غياب صورة الحج عن الأعمال الدرامية يعود لغياب الممول عن هذه الأعمال من جهة وعدم مغامرة المخرجين والكتاب بالكتابة عن الحج والتفكير بإخراج مثل هذه الأعمال، مشددا على دور الكتاب والصحفيين بصياغة أعمال تتحدث عن الحجاج خصوصا العالميين في هذا الموسم، معتبرا أن موسم الحج فرصة يجب أن تستثمر للتعريف بالإسلام ونقل معاني هذه الشعيرة العظيمة. وفي هذا الصدد تحدث المخرج السوري بسام الملا مشيرا إلى أن له تجربة في نقل بعض شعائر الحج ورحلته عبر المسلسل الشهير «الخوالي» الذي بث قبل عشر سنوات، موضحا أنه أراد إظهار شعيرة الحج المغيبة من الذاكرة التلفزيونية والسينمائية، لافتا إلى أن العمل لاقى نجاحا منقطع النظير، ولفت الملا إلى أن إظهار الحج أمر متعب ومكلف للغاية، مؤكدا على أهمية إظهار الحج بصريا كونه الركن الخامس من أركان الإسلام، مشيرا إلى أن الأهمية تتعاظم بالتعريف بالإسلام فالحج مليء بالقصص الإيمانية والإنسانية التي تحتاج لإظهار، معتبرا العائد المالي أحد معوقات ظهور الحج وقصصه دراميا وسينمائيا. وهنا كشف المنتج القطري أحمد الهاشمي عن توظيف الحج في فيلمه الجديد الهوليودي محمد رسول الله، موضحا أن حجة الوداع ستكون ضمن أساسيات الفيلم الذي سينتج خلال العامين المقبلين وتصل ميزانيته إلى 150 مليون دولار، مفيدا أن كتابة عمل مستقل عن الحج يحتاج إلى جهد وميزانية وهو أمر يضعه في الحسبان، مشيرا إلى أنه ينوي في المستقبل القريب إنتاج فيلم عالمي عن شعيرة الحج سيكون خير وسيلة للتعريف بأحد أهم أركان الإسلام، وبيان مقدار حب المسلمين لدينهم من خلال الحج الذي يظل المسلم يجمع المال طيلة حياته من أجل أن يؤديه. ورأى المخرج السينمائي ممدوح سالم أن صورة الحج في الأعمال الدرامية والسينمائية تعتبر جزءا تكميليا للعمل وليس أساسيا بل إنه يمرر مرور الكرام. ولفت ممدوح إلى أن الأفلام التي تحدثت عن الحج وثائقية أكثر منها دراميا مدللا على ذلك بفيلم الطريق إلى مكة الذي تطرق إلى الحج لكن على استحياء، مشيرا إلى أن بعض الأفلام القليلة تتعامل مع فريضة الحج على أنها فرائض دينية للمسلم تعرض ضمن سياق العمل دون التركيز عليها كشعيرة مليئة بالقصص الإنسانية والاجتماعية التي تخبئ وراءها قوة إيمان المسلمين وتمسكهم بدينهم. وحمل سالم الجهات المنتجة والكتاب سبب غياب هذه الأعمال عن الشاشة الفضائية وعالم الفن السابع، نافيا وجود عمل فني احترافي متكامل يحكي قصة الحج وما فيها من خبايا وغرائب تدل على عظمة الدين وتعرف به، مطالبا رجال الأعمال المهتمين بالفن الإسلامي للتوجه بإنتاج فيلم سينمائي أو مسلسل درامي وترجمته بعدة لغات بحيث يستخدم كوسيلة للتعريف بالإسلام كما أنه خير رسالة توعوية للحجاج الأميين أو أشباه الأميين.