بينت ل«عكاظ» مصادر قضائية أن محكمة جدة الجزئية سجلت زيادة ملحوظة في قضايا العقوق بنسبة 20 في المائة في العام الجاري، موضحة أن مكتب قاض واحد تلقى 14 دعوى عقوق من آباء ضد أبنائهم، متهمين إياهم بعدم الطاعة، والتلفظ على الوالدين، والتهجم، ومحاولات الاعتداء. فيما بلغ متوسط عدد قضايا العقوق لدى كل قاض في المحكمة الجزئية في جدة ومحكمة الأحداث سبع قضايا عقوق في الشهر الواحد، ويبلغ متوسطها في الشهر الواحد 120 قضية. ووصفت المصادر النسبة بالعالية جدا، داعية الجهات الأكاديمية والهيئات المختصة ومؤسسات المجتمع المدني إلى دراسة وتشخيص هذه الظاهرة والحد منها. وفي شأن متصل، شهدت «عكاظ» جلسة قضائية أخيرا في دعوى عقوق مقدمة من مواطنة مسنة (65 عاما) ضد ابنها المسجون أخيرا، إذ تنازلت عن حقها الخاص في القضية. وأدين ابنها بالتهجم عليها ومحاولة ضربها، وقالت الأم لناظر القضية وهي تبكي «أنا مسامحته يا ولدي، خرجوه من السجن، أريده أن يكون بجانبي قبل ما أموت، أنا أم، وأنت تعرف قلب الأم». واسترجع القاضي تفاصيل القضية التي أمر فيها بسجن الابن لإدانته بالتلفظ على والدته، والتهجم عليها وهو تحت تأثير الكحول ودفعها لتسقط أرضا. وقرر القاضي استدعاء الابن العاق في 48 ساعة لتعزيره وجلده مع التعهد عليه باحترام وطاعة والدته وبرها. ويعتزم قاضي القضية تنبيه الابن أنه في حالة تقدم والدته بشكوى ضده، سيواجه عقوبة مغلظة، مع إعلامه أن رضا والدته عنه وتنازلها عن الحق الخاص، هو من يشفع له بالخروج.