اعتبرت استشارية ورئيسة وحدة الطب النفسي في مستشفى الملك فهد في جدة الطبيبة السعودية الدكتورة منى الصواف، أن اختيارها خبيرة في مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أخيرا هو إنجاز للمرأة السعودية خصوصا والمرأة العربية عامة. وقالت ل «عكاظ» إن إدراجها في المكتب العالمي جاء للاستفادة من خبراتها في مجال العلاج من الإدمان عند النساء والطب النفسي عموما. وأضافت «الاختيار هو تكريم لمشوار حياتي المهنية، في تخصص يعد نادرا على مستوى الوطن العربي وهو علاج الإدمان، كما يلقي علي مسؤوليات أكثر من أي وقت مضى، نحو مرضاي ومريضاتي، فلا بد أن أكون متابعة ومطلعة دائما على مستجدات علاج الإدمان عند النساء، وأنقل التجارب المفيدة لبلدي ليستفيد منها المسؤولون في الإدارة والمرضى وأهاليهم. وفيما يلي نص الحوار: • في البداية، هل تفردك في علاج المدمنات من النساء، قاد المسؤولين في الصحة إلى ترشيحك في مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات؟ ليس من حقي أن أجيب نيابة عن المسؤولين، ولكنني بالتأكيد أجد منهم عناية ودعما وتقديرا، وربما كان السبب وراء هذا الترشيح بصفتي أول طبيبة متخصصة سلطت الأضواء على قضية مرض الإدمان في منطقة مكةالمكرمة، وأشرفت على أول عيادة متخصصة لرعاية المريضات، في مستشفى الملك فهد في جدة. • ماهي المسارات الطبية التي وصل إليها علاج الإدمان عند النساء؟ وتنوين تقديمها لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات؟ بالتأكيد هناك نقلة نوعية على المستوى الدولي في مجال الإدمان سواء عند الرجال أو النساء، والعلم الحديث أكد أن الإدمان هو مرض مزمن يصيب الإنسان ذكرا أو أنثى، بدرجات متفاوتة، وتنتج عنه مضاعفات صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية وقانونية وجنائية. أما فيما يتعلق بالنساء، فهناك حقائق علمية تجعل الإدمان عند المرأة مختلفا من حيث شدته، وطرق علاجه، والآثار والمضاعفات التي يتركها، فضلا عن التأثير على الجنين عند الحمل، ويركز العلاج الحالي على وضع برامج متخصصة لعلاج الإدمان عند النساء، وتختلف عن تلك المقدمة للرجال، ومن حسن حظي أنني تلقيت تدريبا مكثفا عليها، في جامعتي هارفارد وجونز هوبكنز في أمريكا، وبالتأكيد سأقدم مقترحات حولها لمكتب الأممالمتحدة. • هل نسبة نجاح علاج المدمنات من النساء أسرع من الرجال؟ المسألة نسبية، وتعتمد على عدد من العوامل منها مراحل الاكتشاف المبكر للإدمان، توافر مراكز العلاج المتخصصة، الوصمة الاجتماعية التي تلحق بالمرأة التي تمثل أكثر من الرجل، وإضافة إلى ذلك الحمل، والولادة، والرضاعة عند المرأة، والعنف العام والعنف الأسري ضد المرأة، مع الإشارة إلى أن البنك الدولي صنف النساء بين الفئات الأكثر عرضة للأمراض نتيجة الفقر، تضاؤل فرص المشاركة الاجتماعية، انخفاض مستوى تعليمها، وضعف الفرص الوظيفية لها. • بصفتك طبيبة سعودية، كيف تثمنين رعاية القيادة للطبيبات السعوديات؟ هناك اهتمامات متواصلة بهن، فتحت لهن القيادة أبواب العلم والتعليم، ومكنتهن أن يكن قائدات للتنمية في مجتمعهن، ومن طبيعة الإنسان رجلا أو امرأة، التطلع إلى الأكثر في مجالات البحث العلمي، والمشاركة في اتخاذ القرار، فالمرأة السعودية، الواعية، المثقفة، المتعلمة، عنصر من عناصر الأمن، والاستقرار ليس لبنات جنسها، بل للمجتمع كله.