لا يزال أزيز القذائف وأصوات الرصاص ورائحة البارود تشغل حيزا كبيرا من ذاكرة الحاج الأفغاني شيخان الذي بلغ من العمر 80 عاما، ولديه من الأبناء سبعة، ومن البنات خمس، وعدد من كبير من الأحفاد، رغم أدائه الركن الخامس في الإسلام الحج في هذه الأيام. ويقول الحاج شيخان إنه «تولد لدينا شعور بالخوف والرعب عندما نرى أعدادا كبيرة ممن يرتدون البزة العسكرية، لأننا نتوقع منهم المضايقات والتعامل غير الإنساني، لما نعيشه في أفغانستان التي أصبحت في العقود الأخيرة بؤرة صراع دارت عليها شتى مظاهر الحروب المتمثلة في الاحتلال، المقاومة، حرب أهلية، احتلال، ومن جديد مقاومة». ويضيف «نحن نعيش في أفغانستان حالة من انعدام الأمن المتصل منذ عام 1979، مرحلة دخول السوفييت إلى أفغانستان وبداية الجهاد الأفغاني حتى خروج آخر جندي سوفييتي، ومن ثم الحرب الأهلية بين الفرقاء من الذين كانوا مجاهدين فيما مضى، وهم باحثون عن سلطة، ثم أتت مرحلة الظلام التي عشناها مرحلة طالبان، ليزداد الأمر سوءا بالاحتلال الأمريكي المستمر منذ سنوات تسع». لكن واقع الأمر هنا اختلف كثيرا فمن يرتدون البزة العسكرية في الحج، أناس طيبون يجيبون حجاج بيت الله الحرام بصوت منخفض، وابتسامة عريضة تكسو وجوههم، ولا يبتغون إلا الأجر من الله سبحانه وتعالى.