الشعب الأفغاني عاشق للحرية وهو شعب فخور ومعتد بذاته ( الأولى ) وكالات : تنامت الأصوات التي تحذر من مصير مظلم ينتظر القوات الأمريكية في أفغانستان، حيث صدر عن خبير عسكري سوفيتي مخضرم ما يؤكد أن واشنطن تسير إلى نفس النهاية التي وصلت إليها موسكو بعد احتلالها لأفغانستان. وحذر قائد سابق في القوات السوفيتية هو الجنرال السوفيتي فيكتور يرماكوف من أن التاريخ يعيد نفسه في أفغانستان، وذلك تعقيبًا على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأول مرة عن زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2009. وقال الجنرال يرماكوف قوات الجيش 40 في أفغانستان بين عامي 1982 و1983: "الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أصبحوا في خضم "حرب لا يمكن الانتصار فيها"، رغم الوجود الكثيف لأكثر من 100 ألف جندي أمريكي". ويعتبر الجنرال فيكتور يرماكوف، قائد ، هو أحد 6 قادة عسكريين قادوا القوات السوفيتية بعد التدخل السوفيتي في العام 1979. وكان يرماكوف قد أخبر CNN عام 2009: "لقد دخلنا أفغانستان بقوات كبيرة.. لم نذهب هناك لغزو أفغانستان، وإنما لتقديم المساعدة الدولية من أجل المحافظة على استقرار الأوضاع هناك". وأضاف: "ولكن لا يمكنك أن تفرض الديمقراطية بالقوة.. وقد يتفق معك أفغاني على أن الديمقراطية الأمريكية هي الأفضل في العالم، تماماً كما كان النظام السوفيتي هو الأفضل ذات مرة". وتابع يرماكوف: "ولكن ما أن تدير ظهرك، فإنه سيطلق النار عليك من الخلف وسرعان ما ينسى ما كان يقوله قبل لحظات". وقال: "دعني أذكرك بما قال أول رجل وحّد أفغانستان، السلطان بابر، وهو من أحفاد جنكيز خان: 'إن أفغانستان عصية على الغزو ولن تستسلم لأحد'، والشعب الأفغاني عاشق للحرية وهو شعب فخور ومعتد بذاته". وأشار إلى أن مقاتلي حركة طالبان أعادوا تنظيم أنفسهم في الجبال، مستفيدين من الروابط العرقية والتعاطف مع القبائل المحلية في المناطق الحدودية. وقال يرماكوف: "الأمريكيون يكررون أخطاء السوفييت، وسواء في تورا بورا أو قندهار، فإن نشر القوات وتحقيق النظام وتنصيب حكومة شعبية موالية تحظى بالمساعدة، فإنه ما أن تغادر فإن الحكومة أو القيادات سرعان ما يغادرون". وأشار الجنرال السوفيتي المتقاعد إلى أن السلطة كانت بيد السوفييت في النهار، ولكنها تتحول لمن أسماهم "المجاهدين" في الليل. وفيما يخص نتائج التجربة السوفيتية، قال يرماكوف: "اتضح أنه بدل الإنفاق على القوات هناك، يجب تحويل تلك الأموال إلى إصلاح أفغانستان واقتصادها ومؤسساتها الصناعية ونظامها التعليمي ومدارسها ومساجدها". وأضاف: "هذه هي التي ستعزز سلطة الدولة، والحرب ستجر مقاومة، والأفغان يعتبرونها مجرد وسيلة لاستعبادهم". يشار إلى أن حركة طالبان كانت قد قللت من أهمية الخطة الأمريكية لسحب عشرة آلاف جندي من أفغانستان بنهاية العام الجاري، ووصفتها بأنها ليست سوى خطوة رمزية وينبغي اتخاذ إجراءات أكثر جدية "لوقف حمام دم لا طائل وراءه". وجاء في بيان أصدرته الحركة أرسل إلى وسائل الإعلام عبر البريد الالكتروني "تريد إمارة أفغانستان الإسلامية مجددا توضيح أن حل الأزمة الأفغانية يكمن في الانسحاب الكامل والفوري لكل القوات الأجنبية، وإذا لم يحدث هذا فسوف يزداد صراعنا المسلح يوما بعد يوم".