ليل يوم العيد كان عالم المرأة السعودية غير.. ومساء عيدها هذا العام كان مختلفا! فإذا دخلت مجلسا نسائيا ووجدت الجمع محتشدا للمعايدة، بينهن الكبيرات والصغيرات والمثقفات والمتعلمات والموظفات وربات البيوت وغيرهن من فئات المرأة السعودية وأصنافها، تجد الموضوع الرئيسي الذي يدور حوله الحديث.. صحة الملك عبد الله رعاه الله وكلمته الشديدة التواضع، الكثيرة الصفاء، العظيمة المعاني، والرقيقة الأحاسيس.. وهو يضيف عبارة لماحة عابرة وسطها تعالج عصرا مريضا بأهواء المتشددين بغيا وظلما وعدوانا والباغين سطوة وسلطة، وهم ينظرون إلى المرأة تلك النظرة المشوبة بالحذر والاتهام والتخويف والتشكيك والتهوين من قدرتها على المقاومة والتهويل في الفرص المتاحة لكسب لقمة العيش وكأنها فرص للانقضاض على عفتها ونزاهتها وشرفها الرفيع!! الملك عبد الله سلمه الله لم يزد على قوله (ما شفنا من النساء إلا كل خير)، وهذه العبارة العفوية جاءت في توقيت صارم حازم ومؤثر في مسيرة المرأة السعودية، بل مؤثر في كل ما يدور حولنا من أجواء مكهربة تريد أن تجعل من عيدان الثقاب حطب حريق يأكل الأخضر واليابس، بحجة التغريب والتقليد والخوف منهما على المرأة السعودية، وكأن هذه المرأة كائن هلامي ضعيف التكوين لا يزال بحاجة إلى من يصد عنه التيار، حتى لو كان مجرد نسمة حتى يظل واقعا!!! لقد استغلوا خيرية المرأة السعودية وبراءتها وفطرتها السليمة، وصاروا يعبثون في قيمها، وكأنها قيم ومبادئ مصطنعة يعود إليهم الفضل في بقائها ونمائها.. واستمراريتها!! أشاعوا الرعب والتخويف بين الناس، مما جعل البيئة المحلية متحفزة لرفض فرص الهواء النظيف والتنفس السليم لرئة معطلة هي المرأة السعودية المركونة لضغط الحاجة وتحت وابل الصمت الرهيب! وبذلك تظل البيئة المحلية مستهلكة وغير قادرة على أن تكون منتجة، ما دامت إحدى رئتيها معطلة وممنوعة من العمل!! الحقيقة، في هذا التوقيت بالذات، كانت المرأة السعودية في أمس الحاجة لتلك اللفتة الإنسانية التي عبرت على لسان المليك حفظه الله: ما شفنا إلا الخير من النساء! إنها كلمة تسترد بها المرأة السعودية الثقة فيها بعد أن سلبها إياها المشككون في قدرتها على الصمود أمام التحديات! هي بحاجة إلى تأكيد خيريتها والخير فيها أمام كل المروجين والمخوفين من ضعفها وعجزها، فقد لعب أصحاب المطامع وأرباب الصحوة المزعومة على هذا الوتر الحساس وقتا طويلا.. واستغلوه لمصالحهم، وحان الوقت للتأكيد على أن المرأة السعودية ليست كما يدعون تلك الجاهزة تنتظر أول غمزة كي تخر معها ضعفا واستسلاما، ولا هي مشروع فاسد أو كتلة فساد لولا.. وصايتهم عليها!! إنها جديرة بالثقة ولن تروا إلا الخير منها، ولا تريد إلا من يقف إلى جوارها مدافعا عن جدارتها بالثقة وأهليتها للصمود دفاعا عن النفس والوطن إذا لزم الأمر!! كلمة الملك عبد الله ردت الروح إلى المرأة السعودية، ولو كره الطامعون!!