النجم اللامع بلا منازع خلال هذه المناسبة هو خروف العيد. فما إن يبدأ شهر ذي الحجة إلا ويتصدر قائمة اهتمامات كل البيوت باستثناء التي يخيم عليها الفقر فلا تملك سوى الحلم به.. الغلاء الذي طال كل شيء وأصبح يتزايد دون أن تستطيع الجهات المعنية الحد من شراسته، يتجلى في أشد صوره في تسعيرة الخروف النجم خلال هذه الفترة، بيد أننا لا نعدم النصائح المبتكرة كالتي خرج بها علينا أحد المسؤولين قبل أيام حين نصحنا بالذهاب إلى البادية لشراء الخرفان بسعر أرخص، وهو معذور في إسداء هذه النصيحة غير المفيدة لأنه لا يعلم أن الغلاء لم يترك حاضرة ولا بادية إلا واجتاحها.. على أية حال، فإن الله لا يضيع عباده. فها هي شركات الاتصالات تقدم مبادرة تاريخية بتدخلها لحل معضلة الخروف.. سمعت بهذه المبادرة من أحد الأصدقاء ورغم ثقتي فيه إلا أنني أردت أن أقطع أدنى احتمال للشك بأخذ المعلومات من مصادرها، وبادرت بالاتصال بشركة الاتصالات التي أتعامل معها لأسأل عن علاقتها بخروف العيد، وأجابني الموظف أنها علاقة حقيقية بعد أن قررت المساهمة بدور إنساني وركزت اهتمامها خلال هذه الأيام على توفير خروف العيد لمشتركيها.. كيف ؟؟.. هكذا كان سؤالي، ليأتي الجواب أن الشركة تعاقدت أو اتفقت مع شركة متخصصة في بيع المواشي، بعد أن قامت باحتساب نقاط المشترك وتحويلها إلى نقد لتكون كل 500 نقطة بمائة ريال، وبناء على سعر الصرف هذا يمكنه حساب المبلغ النقدي الذي توفره له نقاطه والذهاب إلى شركة المواشي المزودة بنسخة من سعر الصرف ليعرف إمكانية حصوله على خروف الاتصالات.. ومع أنني أعتبر نفسي من المسرفين في استخدام الهاتف الجوال وبالتالي من المستحقين لنقاط كثيرة إلا أن حسبة نقاطي التي أبلغتني بها الشركة لم تكن كافية لنصف ثمن الخروف بسعر السوق، وبعد معرفة أسعار شركة المواشي التي تتعامل معها شركة الاتصالات وجدت أن نقاطي لا تكفي لربع ثمن الخروف.. وبعد أن صرفت النظر عن ذلك العرض فكرت في الأسباب الممكنة لغلاء خروف الاتصالات، وحدثتني نفسي قائلة لماذا لا يكون لهذا الخروف ميزات خاصة يستطيع إدهاشنا بها قبل ذبحه، فقد تكون فيه خاصية التجوال الدولي والحديث مع خرفان العالم، وقد تتوفر فيه خدمة موجود فلا يزعجه خروف آخر عند انشغاله أو أخذه قسطا من الراحة، ولربما يكون مزودا بتكنولوجيا الوسائط المتطورة وخدمة الإنترنت عالي السرعة، وغيرها من الخدمات الحديثة.. لكن ما فائدة كل هذه المزايا إذا كان مصير هذا الخروف الأسطوري الذبح وقدور الطبخ ليتساوى مع أي خروف من الجيل القديم ؟؟.. ألم يكن مفيدا أن تبادر شركات الاتصالات إلى رحمة جيوبنا من فواتيرها وبعض خدماتها الإجبارية المزعجة؟. [email protected]