يتشبث علي الحرازي 65 عاما بكاميراته ويحتضنها احتضان الأم لوليدها. 55 عاما عمر العلاقة بين العم الحرازي وبين الكاميرا مما جعله أقدم مصور صحافي لا يزال يخوض المهنة رغم تقدمه في العمر في بلاط صاحبة الجلالة. يعتبر الحرازي اليوم شاهد عصر وأشبه بنافذة مشرعة نطل من خلالها على تاريخ التصوير الصحافي في الحج قبل 55 عاما، حيث استرجع ذكريات موغلة في القدم و بين الخلفية التاريخية للعمل الصحافي في الحج يتذكر العم علي رحلة مصوري الصحف والوكالات فيشير إلى أن المصور قبل 55 عاما كان يصور ثم يحمض ثم تأتي مرحلة الطباعة داخل الغرفة المظلمة مستخدمين جهاز تجفيف الصور، فيما تستغرق عملية استخراج الصور 15 دقيقة داخل معمل التصوير في الصحيفة باللون الأسود والأبيض فقط. يتوقف الحرازي عن الحديث فجأة؛ ليواصل حديثه بعد تنهيده عميقة من فرط حنينه للماضي يقول: أذكر أننا نذهب إلى تغطية موسم الحج منذ اليوم السابع، وعادة ما نكون في ضيافة الدفاع المدني داخل الخيام، حيث ننطلق صباحا لملاحقة الحدث والخبر إلى قبيل العصر، حيث نتناوب مع زميل آخر في حمل الأفلام إلى الصحيفة بواسطة الدراجة النارية لتحميضها ثم طبعها والذهاب في اليوم الثاني إلى مقر البعثة في الحج بحمل 50 نسخة من الصحيفة لتوزيعها على الزملاء والمسؤولين المتواجدين حول مقر البعثة. ويذكر الحرازي إلى أن كل مكاتب الصحف كانت تعتمد على المعامل الداخلية في التصوير العادي في إنجاز العمل الصحافي، إضافة إلى استقبال الصور الأجنبية عن طريق الوكالات عبر اللاسلكي، فيما لم يكن هناك معمل للتصوير الملون إلى في مدينة جدة. ملمح آخر يكشف ملامح الصحافة في الحج يرويه الكاتب عبد الله عمر خياط الذي رجع بذاكرته إلى قبل أربعة وأربعين عاما ويروي متاعب المهنة وقتذاك ويقارنها مع نقلة اليوم.. يقول خياط: كنت أول من فكر في إرسال بعثة صحافية إلى المشاعر لتغطية أعمال الوزارات في الحج، وكان ذلك في عام 1382ه عندما كنت مديرا لمكتب صحيفة (البلاد) في مكةالمكرمة.. وشكلت فرقة عمل من المحررين والمصورين وصعدنا إلى المشاعر وأذكر منهم عثمان مليباري، عبد الله بامفلح، وعبد الله حسنين والمصور الصحافي كامل الجمل.