تتفاوت طقوس الاحتفال بعيد الأضحى بين المسلمين مع مرور السنين، وتطور أشكال الحياة، بيد أن أهل مكةالمكرمة اعتادوا الانقسام بحسب جنسهم إلى فريقين، فالرجال يتوجهون إلى المشاعر لخدمة ضيوف الرحمن، فيما توكل إلى النساء مهمات أخرى ظلت قائمة منذ قرون، وبالأخص يوم عرفة عبر عادة تعرف باسم الخليف أو القيس. وتقول أم محمد (75 عاما) من نساء مكة إن نساء العاصمة المقدسة اشتهرنا بعادة القيس، وبالأخص في أحياء جرول، أجياد، المسفلة، غزة، شعب عامر، والجودرية وغيرها من أحياء مكة القديمة، ضمن وثيقة اتفاق يصادق عليها نساء الحي الواحد. وتوضح أم محمد أن عادة الخليف تتمثل في توزيع الملابس والمساعدات للفقراء حاليا، مضيفة «بينما في الماضي، كان يتم توزيع الأدوار، حيث تتولى سيدة مهمة حاكم مكةالمكرمة، وأخريات يكلفن بمهمات الضبط وشيوخ الحارات، ويخرجن بعد منتصف ليلة عرفة على إيقاع الدفوف للتغني بمواويل حجازية تعبر عن فرحة قدوم العيد». من جهتها، تفيد أم فاروق (70 عاما) بأنها كانت في سن ال 13 حين اصطحبتها والدتها للمرة الأولى إلى أماكن تجمعات النساء لإحياء عادة الخليف، إذ شاهدت العروض الخاصة بالملابس المتمثلة في ملبس شيخ الحارة، وعمامة الرأس، والحزام (البقشة) العريض، وعصاه الغليظة، والمصنف اليماني على كتفه. فيما ترى أم أسامة خياط أن أكثر الحارات التي اشتهرت بإجادة «القيس» وإحيائه هي حارة أجياد من ليلة الوقفة في عرفة حتى نهاية الحج «عندما يظل أحد رجال الحارة موجودا في بيته لا يتجرأ على الخروج خوفا من مطاردة نساء الحارة له يلاحقنه بالعصي مرددات أهازيج منها: يا قيسنا يا قيس الناس حجوا .. وانت قاعد ليش؟ ..الليلة نفرة قوم ادبحلك تيس قوم روح لبيتك .. قوم اخبزلك عيش». وتضيف «أو يرددن يا قيسنا يا قيسنا .. هيا معانا لبيتنا .. نسقيك من شربيتنا.. ونطلعك في بيتنا.. والليلة نروح عند أبو علي .. والله نروح وندبحلك الطلي .. أبو الصمادة والعقال، من يوم شفته عقلي طار».