رأى عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، أن بعض حملات الحجاج تهدف إلى ربح مادي وتقدم توفير العصير على الاهتمام بهداية الحجاج. وقسم المطلق حملات الحج في حديث ل«عكاظ» إلى قسمين من حيث أدائها واجباتها المناطة بها تجاه ضيوف الرحمن وموافقتها الشريعة، موضحا أن القسم الأول لايريدون ثواب الآخرة، مستدلا بمن يطلب منهم أداء حج عن الغير بمبلغ زهيد فيمتنعون عن ذلك لقلة المبلغ المقدم لهم. وقال: رأيت وسمعت أن توفير العصير عند بعض الحملات أعظم من هداية الحاج إلى طريق الحج المستقيم، مشيرا إلى أن صاحب الحملة لايؤدي ما ينفع الحاج في دينه وتعليمه أمور الحج ولا يهتم بزيادة رصيده في الحسنات. ونبه عضو هيئة كبار العلماء إلى أن مثل هذا العمل ليس فيه بركة، مضيفا «نخشى أن يكون هؤلاء ممن قال الله تعالى فيهم (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لايبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ماصنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون). وأضاف: أما تقصير هذه الحملات في أداء واجبها المتعاقد عليه فهو من عدم الوفاء بالعقد وهذه من المعاصي التي يفعلها كثير من المسلمين، إذ لا يمتثلون لأمر الله تعالى في قوله: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وقوله تعالى: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم). وأوضح المطلق أن القسم الثاني يبتغون فضل الله، وهم كثير، فيجمعون بين التجارة والعبادة، ويهتمون بالحجاج ويوفرون لهم الكتيبات ومرشدين يوصلونهم للمكان المناسب. وذكر عضو هيئة كبار العلماء أن هؤلاء ينالهم نصيب من قول الله تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام)، مضيفا «هؤلاء يبتغون فضلا من الله ونرجو الله أن يحقق لهم الربح في الدنيا والثواب في الآخرة». وحض المطلق هذا الصنف من أصحاب الحملات على الاجتهاد في تزكية أعمالهم وإصلاحها، داعيا إلى أن تحتوي أنشطتهم برامج نافعة؛ ليرجع الحاج وقد استفاد كثيرا في دينه ودنياه، مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).