بحضوره المكلل بالوداعة، ورحيله الهادئ، انطفأ كشمعة وطن، محفوفا بالحب .. مملوءا بالنقاء المكي، والبياض الحجازي. عاش الأديب الراحل محمد عبده يماني متنقلا بين العمل الحكومي والعمل التطوعي والإنساني، وكان مثالا رائعا للعمل الخيري، ونموذجا حيا يجسد أصول التكافل الاجتماعي الحقيقي. وما أن سمعت بنبأ وفاته رحمه الله من أحد الأصدقاء حتى أنهالت الاتصالات من بعض الأصدقاء وكان كل شخص يذكر لي موقفا إنسانيا أو خيريا تحقق عن طريق الدكتور محمد عبده يماني متبوعا بدعوات المغفرة والرحمة لرجل كان له الأثر الكبير على مستوى الروح الإسلامية المعتدلة. كان الراحل يتحدث في أحد لقاءاته عن محطات الفشل التي يمر بها أي مبدع أو رجل قرار والتي بدأت معه منذ مراحل الدراسة الأولى فيقول: (فشلت في الحصول على بعثة للدراسة في الخارج، وواصلت تعليمي في جامعة الملك سعود)؛ ليصبح فيما بعد من أهم أساتذة الجامعة. ويتحدث اليماني عن فشله في تغيير سلوك بعض المسؤولين مثل الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف السعودي السابق، الذي كان يعتبره رجلا نظاميا، يحترم القوانين ويطبقها، عكس الدكتور غازي القصيبي الذي كان يقدم المصلحة العامة على النظام .. على حد تعبير فقيد الوطن يماني. جاهد كثيرا أثناء توليه وزارة الإعلام منذ عام 1395 حتى عام 1403ه للحد من الرقابة على الكتاب، متنفس المثقفين والأدباء، حتى أنه رفع الرقابة مبدئيا على الكتب والمطبوعات التي تصل كبار المثقفين والمهتمين ورؤساء تحرير الصحف آنذاك. ولسنا في صدد مآثر ومناقب هذا الرجل الذي تشهد له منجزاته على الصعيد الوطني والإنساني، فهي أكبر من أن تحصى .. ويكفي. [email protected] 238 WORDS !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة