في أول سنة دخلت الجامعة كان الدكتور محمد عبده يماني مديرا لها ولم يكمل عاما حتى انتقل وزيرا للإعلام، وعند رحيله بالأمس القريب، هذا الرحيل الذي فاجأ الجميع، فتحت نوافذ عديدة لأطل منها على حياته ولكثرتها فإنني أقتصر على ثلاثة منها، النافذة الأولى والتي ميزته كثيرا هي قمة التواضع ومؤشرات قمة التواضع عند أي إنسان معروفة وتكاد هي تعلن عن نفسها، وفي مقدمتها البساطة وسهولة التعامل، فهو قريب من كل أحد، غني وفقير، صغير وكبير، وجيه وغير وجيه، وعندما يشعر أن هناك في المجلس من استثقل نفسه للمجيء إليه يبادره بالتحية والقرب، وتترجم كثيرا من أعماله الخيرة سيرته في التواضع حتى إنني لقيته يوما في احتفائية جمعية التوحدي ببرامجها قبل عشر سنوات فإذا به يفرح مع بعض أولياء أمور الطلاب التوحدين لبداية نطقهم بالشهادتين ويبكي مع بكائهم وينزل إليهم ليحييهم، ألم أقل لكم إنه متواضع، يحب المساكين ويجالسهم، تشعر عند كل مناسبة يحضرها بأنه والد الجميع وتنساب إليه القلوب لتسلم عليه وتقبل رأسه، لا لأنه وزير سابق أو مسؤول كبير إنما لأنه محمد عبده يماني الرجل المتواضع المحب لله ورسوله. أما الجانب الآخر الذي يضيء سيرته الذاتية فهو العلم، العلم التخصصي «الجيولوجيا» الذي تفوق فيه ودرس أجيالا في جامعة الملك عبد العزيز، حتى عندما تفرغ من مسؤولياته الإدارية عاد ليدرس في الجامعة هو وزميل عمره ورفيق تخصصه الدكتور عبد الله عمر نصيف الذي تتلمذت على يديه، أما العلم الآخر الذي برع فيه فهو تبحره في قضايا الدين والشريعة الإسلامية والتربية والتاريخ كما برع في تناوله للسيرة النبوية وفي الدفاع عن الصحابة أمثال: أبو هريرة رضي الله عنه والسيدة عائشة رضي الله عنها والكتابة بمداد الحب عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في العديد من مؤلفاته ولمداخلاته الكتابية والثقافية والحضور الإعلامي ما يؤكد إبداعه في العديد من الجوانب العلمية. وددت أن أركز على هذين الجانبين في حياة هذا الرجل فقط، لكن أعرف جيدا مشاركاته الشخصية والميدانية في الجانب الخيري والجمعيات الخيرية وقد كنت أمين سر الهيئة العالمية للإغاثة لمدة سنوات وكانت مشاركاته وتبنيه لمشاريعها ودعمه لها مما يفرح ويبهج وأكثر من كان يبهجه ذلك ويسره الأمين العام للهيئة آنذاك المغفور له بإذن الله الدكتور فريد قرشي الذي كان بمثابة الدينمو للهيئة ومحرك جميع أنشطتها، عليهما رحمة الله وأسكنهما فسيح جناته. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة