اعتبر الدولي السابق في ألعاب القوى الكابتن عليان القحطاني أن اللعبة بدأت تتراجع بشكل كبير؛ نظرا للشح المادي وغياب الخبرات والكوادر الرياضية، موضحا أن غالبية معلمي التربية البدنية في المدارس ليس لهم أي دور إيجابي في اكتشاف مواهب الطلاب، معتبرا ثقافتهم الرياضية محدودة الأمر الذي أثر بشكل سلبي على المستوى العام للعبة دون استثناء، مبينا أن همهم الوحيد هو انتظار مرتباتهم الشهرية، في الوقت الذي استغنت فيه أندية كبيرة عن اللعبة، كون اهتمامها اتجه للعبة القدم التي تحظى بدعم كبير من قبل القائمين عليها. ورأى القحطاني أن المخرج الوحيد للرقي بها هو إنشاء مراكز متخصصة كما هو الحال عليه الآن ومنذ فترة طويلة في الدول التي تسبقنا في هذا المجال، موضحا في هذا الحوار أن تخصيص ميزانية مستقلة لاتحاد القوى سيسهم في الرفع من مستواه بجلب مدربين على مستوى عال من الكفاءة، إلى جانب تأهيل اللاعبين بصقل مواهبهم. القحطاني تحدث بصراحة معهودة عن احتياجات اللعبة والعوائق التي تواجهها نستعرض ذلك في السطور التالي: • ما دور أندية منطقة عسير حاليا في تقديم لاعبي قوى على مستوى عال؟ الحقيقة أن أندية منطقة عسير كانت منبع نجوم ألعاب القوى قديما وأعني قبل عدة سنوات من الآن، ولكن أوضاعها حاليا صعبة جدا وتحتاج إلى تدخل سريع وعاجل من المهتمين باللعبة، حيث إنها وصلت إلى الحضيض والسبب يرجع إلى الإمكانيات المادية القليلة، إضافة إلى المعاناة الدائمة في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية في المحالة، إذ لم يستفد منها رياضيو مدينة أبها ومحافظات خميس مشيط وأحد رفيدة وغيرها من محافظات عسير؛ لأنها في موقع بعيد يتطلب توفير مواصلات، كما أن مضمار تلك المدينة الرياضية يعد من أقدم المضامير على مستوى المدن الرياضية السعودية المختلفة، حيث لم يتم تغييره منذ أن أنشئ أو حتى على الأقل لم يخضع لصيانة دورية، والأدهى من ذلك أن عددا من العمالة في هذه المدينة الرياضية يقومون بقيادة السيارات على أرضيتها وهذا يعتبر محظورا في الدول المتقدمة في مجال ألعاب القوى. مراكز متخصصة • كيف تتم إعادة مستوى ألعاب القوى في عسير إلى عهدها السابق؟ إذا أرادوا الارتقاء بألعاب القوى في منطقة عسير والنهوض بنجومها يجب أن يتم إنشاء مراكز متخصصة لها وتكون في محافظة خميس مشيط؛ نتيجة الكم الهائل من اللاعبين الذين يعشقون هذه اللعبة وهذا يعتبر الحل الوحيد، لأن هناك دولا عديدة سبقتنا في هذا المجال نتيجة المراكز الرياضية التي قاموا بإنشائها، ويتم الإشراف عليها عن طريق لاعبين متميزين أصحاب خبرات رياضية دولية في هذا المجال. تراجع مخيف • ما تقييمك لألعاب القوى بشكل عام على مستوى المملكة؟ أشعر أن ألعاب القوى بدأت تتراجع إلى الخلف بشكل كبير؛ لأن الأندية الرياضية تعتمد على اتحاد ألعاب القوى من ناحية جلب المدربين، ويتم الصرف المادي عليهم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد ألعاب القوى، والمفروض كما كان في السابق أن يكون هناك ثلاثة مدربين في كل ناد بدلا من مدرب واحد حاليا لا يستطيع أن يقوم بالإشراف على 25 لعبة على مستوى درجات اللعبة الثلاث، خاصة وأنها ليست لعبة جماعية تعتمد على مدرب واحد فقط ككرة القدم أو اليد أو السلة أو الماء وغيرها. انعدام الفكر • هل يوجد فكر رياضي يتميز به القائمون على المدن الرياضية في المملكة؟ للأسف الشديد لا، المشرفون والمسؤولون والقائمون على مكاتب المدن الرياضية في المناطق ينقصهم إلى حد ما الفكر الرياضي والخبرات الرياضية الكافية في ألعاب القوى؛ نظرا لأنهم على وظائف إدارية شاغرة دون وعي رياضي منشود أو تطلع مسبق عن ماهية ألعاب القوى. دور سلبي • ما هي وجهة نظرك في دور معلمي التربية البدنية في مدارس التعليم العام؟ دور معلم التربية البدنية في مدارس التعليم العام مفقود وسلبي للغاية يصل إلى مرحلة الفشل، وأؤكد أن الغالبية العظمى من معلمي التربية الرياضية لا يفهمون شيئا في الألعاب المختلفة لألعاب القوى، والدليل على ذلك أنني قمت بزيارة لعدد كبير من المدارس لاكتشاف مواهب طلابية لألعاب القوى، وتفاجأت أن أعدادا كبيرة من الطلاب يمارسون كرة القدم لأنها تعتبر في غالبية المدارس الوحيدة التي يمارسها الطلاب، وهم يرتدون ثيابهم ويلعبون بدون أحذية رياضية، ولو سألت عددا كبيرا من معلمي التربية البدنية عن عدد لفات سباق ال 5000 متر لما تمكنوا من الإجابة؛ نظرا لعدم قيامهم بتطوير قدراتهم الرياضية أو تثقيف فكرهم الرياضي ومواكبة عالم ألعاب القوى المختلفة، لأن همهم الأول والأخير كيف يتقاضون رواتبهم شهريا. نجاح صعب • هل الكوادر الأجنبية سترفع من مستوى أداء ألعاب القوى؟ مهما جاء من كوادر أجنبية في مجال التدريب في ألعاب القوى في ظل الرواتب المتدنية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والنظام القديم الذي لم يتغير حتى اللحظة، فسوف يكون نجاحهم صعب وسيستمر المستوى المتدني على حاله. الشح المادي • ماذا عن مستوى جرش وضمك في ألعاب القوى؟ كانت أندية جرش وضمك من أفضل الأندية الرياضية على مستوى ألعاب القوى، وكانت تفرز لاعبين على كفاءة عالية جدا شاهدناهم في المحافل المحلية والخليجية والدولية، ولكن الشح المادي والإمكانات المتواضعة والإدارات غير المؤهلة أدت إلى الوضع الحالي المؤسف. ميزانية مستقلة • هل الصرف المادي على كرة القدم أثر سلبيا على ألعاب القوى في الأندية؟ بالتأكيد نعم.. في ظل ملايين الريالات التي يتم صرفها على لعبة كرة القدم في السنوات الخمس الأخيرة، أصبح عددا من رؤساء الأندية يفكرون في تجميد ألعاب القوى والاهتمام بكرة القدم، ومن ضمنها أندية لها باع كبير في ألعاب القوى، وهنا أطالب أن يتم تخصيص مبالغ مالية تصرف على ألعاب القوى المختلفة، على أن يكون هناك مراقب يشرف على صرفها في ألعاب القوى فقط دون غيرها. • كلمة أخيرة؟ أعتبر مستوى كرة القدم ومنتخبات المملكة في ظل الإمكانيات المادية الضخمة التي يتم صرفها باستمرار ضعيفا جدا، والدليل على ذلك التقييم الدولي لكرة القدم السعودية من قبل الفيفا والذي جاء في مراكز متأخرة، وأؤكد أنه لو تحصل ألعاب القوى على ربع هذا الدعم المادي لأصبح عندنا كوادر رياضية قارية ودولية أكثر من البطلين العالميين هادي صوعان وسعد شداد.