«بت الآن أعرف ما كان شعور حواء حقا عندما خلقت من ضلع آدم بدون أي ماضٍ. أنا أشعر بالفراغ الذي شعرت به حواء».. هذا ما شعرت به إحدى من تعرضن للصدمة الكهربائية التي تهدف إلى إعادة دماغ المريض صفحة بيضاء عن طريق مهاجمته بالصدمة الكهربائية لمحو كل السلوكيات القديمة. وهذه طريقة متبعة في العلاج النفسي الحديث باسم «العلاج بالصدمة»، كما ذكرت الكاتبة: نعومي كلاين في كتابها «عقيدة الصدمة». سأحاول أن أتناول الكتاب بطريقة مختلفة لأنني لست مهتمة بالقضايا الاقتصادية وسياساتها، ولا بكيفية تمرير أفكار السوق الحرة، والتي يبحث الكتاب قضاياها، ولكن دعونا نحاول أن نكون في مكان تلك المرأة وقد تعرضنا لذات الصدمة! فما هو المسار الجديد الذي سنتخذه؟ وما هي الأفكار التي ستعشش مرة أخرى داخل أدمغتنا؟ وهل سنعود لذات الطريق؟ أسئلة مشروعة، ولكن في أغلب الإجابات على تلك الأسئلة سنكتب عليها «سري للغاية»!!! الفراغ الذي يعيشه الإنسان فجأة يسبب له نوعا من الصدمة، والصدمات أنواع أهمها الصدمة النفسية، والتي تخرج بعدها شخصا آخر، ولكن ألا توجد لتلك الذاكرة مقاومة؟ أليست هناك ذكريات ترفض الذهاب والمضي بعيدا عن ذاكرة سكنتها سنوات، وعاشرتها لحظات حميمية جميلة؟ أكل شيء قابل للتصدير؟ أكل ذاكرة قابلة لأن تكون صفحة بيضاء خالية من لحظة جميلة، صحبة مميزة، فكر متقد؟ كل ما يثار من أسئلة هو لحماية ذاكرتنا من الهروب؟ مع أن الكاتبة الرائعة أحلام مستغانمي تقدم هذه الدعوة لإلغاء الذاكرة وبتقنيات نسائية مميزة في كتابها الجميل حد الجنون «نسيان com»، ولتبدأ المرأة بعد ذلك مرحلتها الجديدة بذاكرة ذات قدرة استيعابية عالية لصدمات حياتية أخرى!! لنقرأ «لأحلام مستغانمي»، وهي تعتد بوجودها في ذاكرة رجل، لن تمحوها منها كل تلك الصدمات الكهربائية وغيرها!!: أبداً لن تنساني أبداً لن تنسى أبدٌ من الندم ينتظرك من أضاعني قضى وحيداً كحصان لا مربط بعدي لقلبه!! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة