قال وزير البترول والثروة المعدنية إن لدى السعودية احتياطيا نفطيا كافيا لثمانين عاما قادمة، حتى ولو لم تكن هناك اكتشافات أخرى. استغربت من هذا الرقم كثيرا، خاصة أن تصريحات كثيرة وتوقعات سابقة أشارت إلى أن السعودية تملك ما يكفي لأكثر من مائة عام. ثمانون عاما ليست بالشيء الكثير أبدا. وفي قناعتي أنه مع النمو السكاني الكبير للسعودية، بل وللعالم كله، ومع الشهية التي لا تتعب للطاقة، فقد لا نصل حتى الى الثمانين عاما. نحن نتحدث عن أقل من جيلين فقط من الآن، فماذا سيحدث للجيل الثالث؟ كيف يمكن أن نتخيل هذه البلاد الشاسعة بلا نفط؟ كيف يمكن أن نتخيل حياة أكثر من خمسين مليون إنسان قد نصلهم بعد ثمانين عاما؟ هل ستترحم أجيالنا علينا، أم تلومنا في قبورنا. نحن أمة تعودت على الاستهلاك، واستهلاكنا لا حدود له. فطعام عشرة أشخاص نقدمه لشخصين، ومشتريات أسبوع واحد لعائلة متوسطة يكفي معيشة عائلة كبيرة لمدة شهر في بلاد أخرى. شبابنا عاطل عن العمل، أي أنه بعيد عن الممارسة وتحمل المسؤولية، ومن يعمل بالكاد يكمل أربع أو خمس ساعات في حجرة مكيفة قبل أن ينصرف إلى داره وهو يشتكي من ساعات العمل الطويلة. والثمانون عاما قادمة باتجاهنا كقطار سريع ونحن على قضبان سيره نائمون. لقد مضى ما هو أكثر من الثمانين عاما منذ اكتشاف النفط في بلادنا، ومع ذلك لا تزال صناعتنا في مراحلها الأولى. زيارة واحدة إلى مركز تجاري ستعطيك فكرة أين نحن الآن من عالم الصناعة.. طعامنا من الخارج، وسياراتنا من الخارج، وثيابنا من الخارج. لا أريد أن أغمض عيني قليلا متخيلا وضعنا بعد ثمانين عاما؛ لإني إن فعلت سأرى صورة تشبه أفلام هوليوود عن مدن ما بعد الحرب العالمية الثالثة. لدينا نمو سكاني متفجر ينبغي ضبطه، ولدينا مصانع معطلة يجب دعمها، ولدينا قوة عاملة يجب تأهيلها، ولدينا مال يجب أن نوظفه لينجب مالا لجيلنا الثالث. حتى لو طالعنا خبرا في الغد عن اكتشافات نفطية تكفي لألف عام، يجب أن نوظف ثروتنا لبناء ثقافة إنتاج لا استهلاك؛ لأن الألف عام هي الأخرى ستأتي في يوم ما. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 258 مسافة ثم الرسالة