تشهد المنطقة المركزية في المدينةالمنورة حركة بيع وشراء نشطة في هذه الأيام، مع توافد أكثر من 800 ألف زائر حتى أمس، ضخوا ما يزيد على نصف مليار ريال في السوق المحلية واقتصاد المنطقة. ورجحت مصادر أن يتجاوز إجمالي ما ينفقه الزوار خلال فترة إقامتهم في المدينةالمنورة في الموسم الأول والثاني، حجم الإنفاق للفترة ذاتها من العام الماضي ليصل إلى ملياري ريال، وأن تستحوذ المجمعات والمراكز التجارية المغلقة (المولات) على النصيب الأكبر، يليها قطاع سوق التمور. وقال محمد اللهيبي (رجل أعمال) إن عدة عوامل محفزة تجعل من موسم حج هذا العام أكثر ازدهارا من السنوات الماضية في البيع والشراء من أبرزها زيادة عدد المراكز التجارية بشكل ملحوظ في كل الطرقات المؤدية إلى المنطقة المركزية والقريبة منها والتي تستهدف في الدرجة الأولى الحجاج والزوار طوال العام، مشيرا إلى أن سوق الملابس والأجهزة الكهربائية والهدايا، تمثل أكثر مبيعات المحال والأسواق التجارية بشكل عام، مثنيا على خطوة تنظيم مهرجان للتمور للسنة الثالثة على التوالي في المدينةالمنورة في تجمع داخل سقف واحد على مقربة من مواقع إسكان الحجاج في جوف المنطقة المركزية، ما أوجد تنافسا على مستوى الأسعار وحجم العرض في سوق التمور. وعمدت الأسواق والمراكز التجارية في المدينةالمنورة إلى تقديم عدة تسهيلات لاستقطاب الزوار المتسوقين، إذ لجأت إلى استهداف سائقي الحافلات بإغراءات مادية لجلب المتسوقين إلى تلك المراكز، حيث عمد عدد من المراكز إلى منح سائقي الحافلات الخاصة مبلغ 10 ريالات عن كل زائر يفد إليها، وانتشرت هذه الخطوة على نطاق واسع بين المجمعات التجارية في المدينةالمنورة، وأوجدت سباقا محموما بين سائقي الحافلات يبدأ من بعد صلاة الفجر حتى منتصف الليل، لاسيما أن الزائر لا يترتب عليه أي أمور مالية يدفعها إلى سائق الحافلة، بل إن الأخير يتكفل بإعادته إلى مسكنه بعد فراغه من عملية الشراء والتسوق. وفي سياق متصل، جدد متعاملون في سوق الأجهزة الكهربائية من تحذيراتهم من إغراق سوق المحال التجارية بأجهزة رديئة تضر بسمعة السوق، وأشار (رمضان) بائع في معرض أجهزة كهربائية إلى أن السوق تفتقد للرقابة من الجهات المعنية، وأن فرق البلدية الميدانية المعنية بأمور النظافة والبسطات العشوائية تتردد على السوق باستمرار وسط غياب تام لفرق مكافحة الغش التجاري، مبينا أن الزائر تغريه الأسعار المتدنية التي تباع بها تلك السلع الكهربائية. وفي سياق آخر، اتخذت بلدية الحرم المكلفة الرقابة الميدانية على المنطقة المركزية خطوات ميدانية للحد من البسطات العشوائية التي تنتشر في المنطقة المركزية وبدأت تنفيذ جولات ميدانية يومية لمنع أصحاب البسطات من إغلاق الممرات المؤدية إلى الحرم النبوي وذلك بعد انتقادات من قبل جهات رسمية عاملة في موسم الحج أبدت استياءها من ظاهرة البسطات العشوائية في المنطقة المركزية. وأبلغ «عكاظ» رئيس المؤسسة الأهلية للأدلاء الدكتور يوسف بن أحمد حوالة أن موسم الحج الثاني يستقطب قرابة المليون زائر خلال الأيام التي تلي انتهاء مناسك الحج وأداء الفريضة، بالإضافة إلى 900 ألف حاج خلال الموسم الأول.