هناك فئة من الناس كلما زدت في إكرام أحدهم ملكته، ومرد ذلك ما يتمتع به من أخلاقيات وهي منحة من الله للعبد والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا). فأكثر ما يجذبنا في معرفة الناس والدخول إلى قلوبهم والسماح لهم أن يلجوا قلوبنا هي سمة التواضع وأكثر ما يجعلنا نمقت بعض الناس ونتحاشى الجلوس معهم ونحاول أن ننأى عن كل مجلس يردونه هي صفة «الكبر» عندما يتلحف أحدهم بهذا الرداء الممقوت رداء الكبر فترى من يتمسح به لا يرى الناس إلا ازدراء وتجد أن المظاهر قد أخذت جانبا كبيرا من حياته ويحاول التركيز عليها لأنها تغطي جوانب ضعف يشعر بها ويلمسها في نفسه ويريد بحبه للمظاهر وتصنعها والتمسك بها تغطية جوانب الضعف التي يريد إخفاءها عن أعين الناس خلف تلك المظاهر البراقة والزائلة كما يحاول الإكثار من (الأنا) والحديث عن النفس ومحاولة التظاهر بمواقع وظيفية وغير ذلك ولو كان جلب تلك المظاهر وتصنع هذه النرجسية على حساب غرقه في الديون. ولهؤلاء الذين نشفق عليهم من أنفسهم ومن داء الكبر الذي يعانون منه أقول لهم مقالة شاعر حكيم قالها يوما ما إن كانوا يعون تلك المعاني: تواضع تكن كالنجم لاح لناظر .. على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه.. على طبقات الجو وهو وضيع. محمد إبراهيم فايع