لا أقول لك أيها الانسان ذكرا وأنثى إن أبي وأباك وأمي وأمك كانوا رحمهم الله جميعا من الصالحين، لست مصدر تزكية ولا حكم على الناس، فالله يزكي من يشاء من عباده وهو اللطيف الخبير. ولكن بمثل الذي تقدم ذكره دعني أكتب إليك (أولا) تلك أمة قد خلت لها أعمالها ولنا أيضا عمل وكل إنسان سوف يلقى ما عمل حاضرا أمام الله.. (ثانيا) عن نفسي وجيلي الذي وجدت نفسي من خلاله لم يذهب أبي ولا والدتي أيضا ذهبت إلى مدرسة ولا حصلت على مقعد في الجامعة.. (ثالثا) في هذا الصباح استذكرت أشياء كثيرة عملها من أجلي أبي، فوجدته ما ظلمني في شيء مطلقا، بل على العكس بقي وفيا معي حتى آخر يوم في حياته وكان عتابه رقيقا جدا برغم أنه لم يدرس علم نفس مطلقا ولا حاز على مؤهل في علم النفس التربوي.. فقد وجدت نفسي ألتقط منه عدوى التربية محاولا قدر الإمكان بعدم ممارسة القهر مع ولد أعطانيه الله.. مع احترامي لتقاليد العصر.. وما آل بنا إليه هذا الزمان ومع ذلك أجده بروفيسورا في هذا الحقل.. فما أساء إلى والدتنا ولا مارس عنفا ولا تعنيفا معنا، فقد بقي يتدفق حنانا ووفاء وللواقع فقد مارس معنا برا نزيها كان يفترض بنا أن نكون أكثر استباقا به إليه.. لقد قدم لي طعاما جيدا وحماني ضد كثير من الجنايات المتوافرة بطي الشارع، وقال لي أذهب إلى الجامعة ولا تصاحب الأشرار، وحملني مبكرا فوق كتفه إلى دور قراءة القرآن، وكنت أخجل كثيرا عندما يوقع التقارير المدرسية ببصمته. كان يستشعر انزعاجي ولكأنه يقرأ أفكاري وبعد التأكد من ثبات بصمته كان يقول أطلب السماح، فالبصمة جزء من أصبعي إذا كنت تخجل لأن آباء أصحابك يحملون أقلاما في جيوبهم، فحاول إفهامهم أننا سوف نجد صديقا يشخط بالقلم وبذلك نخلص من الإحراج . (رابعا) من بعد مجيء أنظمة حقوق الإنسان، فقد اكتشفت أن السيدة والدتي كانت ناشطة بكل المقاييس في حقل حقوق الطفل، وأسأل الله التوفيق لكل ناشطة أن تبقى بإخلاص المودة إلى من تقع عليها عهدة رعايتهم. كانت تطبق على نحو ميداني وعملي حقوق رعاية الطفل من غير معرفة سابقة بالأطر النظرية لحقوق الأطفال حتى لقد شككت أن لديها P.h-D in Motherhood مع مرتبة الشرف.. لقد بقيت لصيقة جدا ببيتها وببعلها إلى أن مات وهو في حجرها هكذا مخلصة وبكل مودة أعطتنا كل شيء وما أعطيناها والله شيئا مقابل أنها بعد الله حمتنا، وبعد هذا كله فقد كانت تسألنا واحدا تلو الآخر أنا (ماما) عشت ودودة مخلصة بقناعة مع أبيكم لأربعين عاما في حالة الصحة والمرض هكذا بمودة وإخلاص كنت معكم، فهل عملت بحنان من أجلكم وراحة أنفسكم شيئا صحيحا أجيبوني وتكلموا معي وأفهموني لأنني لا أعرف شيئا مما تقرأون وتكتبون يا عيال الحلال..؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة