يعلم المشتغلون في الحقل الإعلامي، وخصوصا العاملين في مجال الإعداد البرامجي التلفزيوني مدى الجهد الكبير في الإعداد، خصوصا إن كان البرنامج من البرامج المباشرة، فذلك يستدعي جهدا أكبر، ويجعل المعد حريصا أن لا يرتبط مع ضيوف إلا إن كان مستيقنا باحترام الضيوف للمواعيد، حتى لا يقع في حرج عندما يأتي موعد البرنامج المباشر ويغيب الضيف، فهنا يقع المعد في قمة التوتر، ولاشك أن ذلك يؤثر على سير البرنامج خاصة إذا كان المعد هو ذاته المقدم للبرنامج. ونحن في برنامج (عكاظ التاريخ والثقافة) الذي تشرفنا بأن تم تكليفنا بهذا البرنامج لنقل فعاليات سوق عكاظ لهذا العام عبر القناة الثقافية وعلى الهواء مباشرة وبشكل يومي وعلى مدى ثلاث ساعات يوميا نحمد الله ونشكره بأن البرنامج سار بشكل رائع طوال حلقاته، رغم أننا كنا نعقد مواعيد لثمانية أو عشرة ضيوف في كل حلقة، فكنا نخشى تخلف أي ضيف لأنه بذلك سوف يسبب خللا في (إسكربت) الحلقة الذي يحدده المعد بالدقيقة للمخرج ليسير عليه المخرج وفق الفواصل والانتقال من جزء إلى جزء، فكنا في ذلك البرنامج نستضيف الضيوف في أربعة أو خمسة أجزاء للحلقة، وفي كل جزء ضيفين أو ثلاثة ضيوف، نفصل بين كل جزء وجزء بالانتقال إلى جادة عكاظ مع زملاء مذيعين ميدانيين لإجراء فاصل لقاءات مع الزوار أو نقدم مقطعا من فعاليات جادة عكاظ مثل المسرحيات التاريخية أو الفروسية أو المبارزة أو الخطب ومنابر الشعر وغيرها، وفي بعض الحلقات نقدم تقارير لفعاليات الأجنحة والحرفيين والأسر المنتجة ليكون فاصلا بين أجزاء الحلقة لتغيير الضيوف، إلا أن أصعب المواقف التي تعرضنا لها في الحلقة الأولى التي سبقت حفل الافتتاح بيوم واحد والثالثة التي تلت حفل الافتتاح في اليوم التالي وكلا الموقفين كان القاسم المشترك بهما الأمين العام لسوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري عندما ارتبطنا معه في الحلقة الأولى بموعد ليكون أول ضيوف البرنامج لتعريف المشاهدين بسوق عكاظ وضيوفه وبرنامج الفعاليات وحفل الافتتاح، إلا أنه مع الأسف عندما حان موعد البرنامج في السادسة والنصف مساء لم يحضر ضيفنا الدكتور/جريدي فأخذنا نتصل به ونكرر الاتصال ونبعث رسائل عبر جواله بأننا على الهواء وضرورة حضوره، إلا أنه لم يأت ولم يصلنا منه اعتذار، وتكرر السيناريو مرة أخرى، فعالجنا الأمر بالاتصال بضيف آخر من المشاركين في المهرجان وجدناه بالمصادفة في أرض سوق عكاظ، ونحن هنا نقف ونتساءل هل يساعد هذا السلوك في خدمة مشروع سوق عكاظ وإبراز صورته وتعريف المشاهدين العرب بفعالياته وهو الأمين العام للسوق وأهم من سيتحدث عن ذلك، هل كان يجوز له تهميشنا وعدم المبالاة بمواعيدنا ؟ كيف يمكن أن نحقق الشعار الذي رفعه الأمير خالد الفيصل (نحو العالم الأول)، وها هو يعمل لتحقيق مفهوم هذا الشعار الذي لا يتأتى إلا بالرقي بفكرنا وثقافتنا. د. خضر اللحياني معد ومقدم البرامج في القناة الثقافية