ماذا أقول لك وطني؟ بماذا أنعتك وكيف أصفك؟ وكيف أتغنى بك؟ أو كيف أناديك بأعلى صوت.. وأقول إنني أحبك.. وصوتي لا يتجاوز خمسة أمتار! كيف لي أن أقول ما أجملك وطني.. وما أرحم شعبك.. وما أحلم قادتك! سيقولون شيئا ليس بالجديد: كل الشعوب ترى جمال أوطانها، وأنها وحكامها الأفضل، وما تراه يراه غيرك في نفسه.. لأقول: إنني أعرف تعلق الشعوب بأوطانها، ولكن وطني (غير)، فهو مهوى النفوس واستقرارها.. ومهبط الوحي.. وشعاع العلم.. وهو مكانها، أما شعبها.. ما أروعه.. قمة الإنسانية.. وكرم الضيافة.. وجمال الحصافة.. فما تحل واقعة أو مشكلة إلا وتجدهم يهبون نجدة وكرامة.. وعزة وشهامة. أما قادته، فلم يترك عبد الله بن عبد العزيز بابا من أبواب الحكمة والخير والإنسانية إلا وطرقه.. لم يقد شعبه للفتنة بين الشعوب.. ولم يعلمهم طرق التدخل في شؤون ومصالح الشعوب الأخرى، بل كان سدا منيعا للعروبة والإسلام، فعندما يتوقف أبناء البلد الواحد عن حل مشاكلهم وتنسد أمامهم المخارج للوصول إلى الحلول، يخرج عبد الله بن عبد العزيز منقذا محبا للخير، ودرءا للشر ومنعا للفتنة، وإحساسا بالمسؤولية، هكذا فعل مع العراق الشقيق.. دعاهم دعاء الحب.. دعاء المهموم بجراح الشعوب العربية، وكثرة خلافاتها، ناداهم نداء الإنسانية.. دينيا ووطنيا، فقال: «من مهبط الوحي ومهد الرسالة والعروبة.. من المملكة العربية السعودية وطنا وشعبا ودولة.. أوجه نداء إلى شعبنا في العراق الشقيق الأبي.. عراق الأديان والمذاهب والأعراق المتسامحة المتعايشة. إنه نداء الغيور على أمته، الساعي لعزتها وكبريائها، إلا أن الأمل لا يموت، والعزيمة لا تتداعى متى ما توحدت النفوس والقلوب متوكلة على الله جل جلاله.. وأقول ذلك من قلب تملأه مشاعر الانتماء لأمتنا وطموحاتها، إن وحدتكم وتضامنكم وتكافلكم قوة لكم ولنا، ومدعاة إلى لم الشمل، والتحلي بالصبر والحكمة. هذه أيدينا ممدودة لكم ليصافح الوعي راحتها، فنعمل سويا من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق الشقيق». لم يكن النداء عفويا أو تلقائيا، بل خرج من إنسان محكم العقل، مدرك لما يحدث ويجري على الساحة العربية، رجل خبير محب لشعبه وشعوب العرب، نداء فيه جميع الصفات السياسية والأخوية والإسلامية والإنسانية. لقد جاء النداء من طبيب معالج يداوي الجراح التي لم يستطع أن يتركها تعبث بها أيادي التخريب والتدخلات الخارجية الهوجاء، حتى وإن كانوا لهم مجاورين.. نداء أسعد الشعب السعودي، وليس مستغربا من أبي متعب. dr_rasheed@windwslive@com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة