حين قرأت خبر إغلاق مدرسة البنات الابتدائية في إحدى قرى الجنوب، بحجة قلة عدد الطالبات، أدركت أننا أمام مشكلة عسيرة وخطيرة أيضا. فمن نافلة القول إن هذه القرية ليست الوحيدة بين قرى المملكة في قلة عدد السكان، إلى درجة أن لا يتوافر فيها النصاب الذي حددته وزارة التربية والتعليم لعدد الطالبات اللاتي يمكن أن تفتح من أجلهن مدرسة، فهل هذا يعني أن تبقى أولئك الفتيات بلا تعليم؟ من المسلم به أن التكلفة المادية لافتتاح مدرسة، حتى وإن كانت ابتدائية، باهظة تكلف وزارة التربية والتعليم نفقات عالية، وأن الرغبة في تقليص النفقات هي ما يدفع بالوزارة إلى إغلاق كل مدرسة لا يتوافر فيها النصاب المطلوب من عدد الطالبات. لكن إغلاق المدارس، وإن وفر على الوزارة النفقات، إلا أنه يكلف المجتمع أضعاف ذلك من الخسارة، عند ترك بناته الصغيرات مهملات بلا تعليم.. غارقات في الظلام!! إننا أمام مشكلة تحتاج إلى حل، فما العمل؟ ما البدائل التي تطرحها وزارة التربية والتعليم كي لا تحرم أولئك الفتيات من المعرفة بعد إغلاق مدرستهن؟ إن الوزارة لا يمكنها أن تغلق أبواب المدرسة في وجوه أولئك الصغيرات، ثم تتركهن يتدبرن أمرهن بأنفسهن، فالوزارة مسؤولة عن معالجة هذه المشكلة، ووضع بدائل تعليمية تتيح لبنات القرى فرصة التعلم عندما يكون عددهن صغيرا لا يبلغ نصاب افتتاح مدرسة، أما أن تغلق الوزارة أبواب المدرسة ثم تنصرف، فإن هذا يعني أنها تهدم بشمالها ما تبنيه بيمينها، فما توفره اليوم من النفقات بإغلاق المدرسة ستنفقه غدا على مدارس محو الأمية!! فالنتيجة الطبيعية لترك هؤلاء الصغيرات بلا تعليم، هي أن يكبرن لينضممن إلى قائمة الأميات، وستظل أعداد الأميات تتنامى ما دامت هناك مدارس تغلق وفتيات صغيرات يقفن أمام الأبواب محرومات من التعليم. إن سكان القرى يكونون عادة أقل وعيا من سكان المدينة، لذلك لا يمكن أن نتوقع أن الأهل سيعملون على تعليم البنات معتمدين على أنفسهم، خاصة أن أبناء القرى هم عادة لا يملكون المال الكافي ولا التعليم الجيد، ومن ثم فإنه من المستبعد أن يتدبروا أمر تعليم بناتهم بأنفسهم. وهناك بدائل متنوعة يمكن للوزارة أن تشجع الأهل على الأخذ بها، أن تنتدب الوزارة معلمة أو معلمتين لتدريس الطالبات، أو أن يلتحقن بالدراسة في أقرب مدرسة إلى قريتهن وتنشئ لهن مسكنا بجوارها يؤويهن، وخلال العطلة الأسبوعية يذهبن إلى قريتهن لزيارة أهلهن، أو غير ذلك من البدائل. أخيرا، لا أظن أننا وحدنا الذين نعاني من هذه المشكلة، فهي مشكلة عامة تواجهها المجتمعات جميعها، فكيف استطاعت الدول المتقدمة التغلب عليها؟ إن الاطلاع على تجارب الدول الأخرى لمعرفة كيفية التعامل مع مثل هذه التحديات، قد يفتح للوزارة أبواب حلول كثيرة، تمكنها من الجمع بين توفير الإنفاق وتفادي الوقوع في تغذية حقول الأمية. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة