حذرت طبيبة سعودية في مجال التغذية وإنقاص الوزن من السمنة المفرطة بعد الزواج، مشيرة إلى أن أسباب السمنة تعود إلى أسباب وعوامل متعددة ومعقدة بيئية واجتماعية ووراثية. ورأت الدكتورة إيمان الأيوبي أن نحو 90 في المائة من المصابين بالسمنة في المجتمع السعودي مصابون بالسمنة المكتسبة، لافتة إلى أنه يمكن تخطى هذه الأزمة من خلال تشجيع الزوجين لبعضهما بالعمل على تخفيف الوزن. وتطرقت الأيوبي إلى دراسة أمريكية أجريت أخيرا عن زيادة احتمالات الإصابة بالسمنة بعد الزواج من أن الذكور والإناث يهملون مظهرهم بعد الارتباط. وبينت الدراسة أن النساء على وجه الخصوص، تزيد نسبة احتمال إصابتهن بالسمنة ب63 في المائة مقارنة بغيرهن خلال السنوات الخمس الأولى بعد الزواج. واستشهدت الأيوبي بما أوضحته الباحثة بيني غوردن لارسن (إحدى الباحثتين اللتين أجريتا الدراسة) إلى أن مؤشرات زيادة الوزن تبدأ بعد السنة الأولى من الارتباط، بينما تتأخر في الظهور لدى الذكور إلى ما بين سنة أو اثنتين من الارتباط، وأن الجسم يحتاج إلى الدهون كأحد العناصر الغذائية الأساسية، ولا بد من وجود الدهون حول جدار القلب وحول الكلى وفي الأمعاء. الباحثون أكدوا إلى أن ذلك يعود إلى عدة عوامل نفسية وثقافية واجتماعية وصحية، فهناك موروث ثقافي واجتماعي سائد لدى الفتيات العربيات وهو ضرورة الحفاظ على الرشاقة طوال فترة ما قبل الزواج إلى أن يحققن حلمهن الأكبر وهو الزواج، وإهمال ذلك بعد الزواج، وهو أمر اعتبروا أن السبب فيه يرجع إلى التنشئة الثقافية الخاطئة التي تجعل من الزواج الهم الأكبر، ولا تتعامل معه على اعتباره حياة جديدة تحتاج فيها المرأة إلى أن تظل جميلة ورشيقة. وبينت الأيوبي آراء أخصائيي التغذية التي تشير إلى أن كثيرا من النساء العاملات يتفرغن بعد الزواج لشؤون المنزل والحياة الزوجية، وللتغلب على وقت الفراغ الطويل الناتج عن ذلك يقضين أوقاتهن في مشاهدة التلفاز والإنترنت وتناول الطعام أثناء متابعتهن له ربما لساعات طويلة دون ممارسة أي نشاط رياضي، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن تدريجيا، وهناك نساء لا يشاركن في ترتيب بيوتهن أو تحضير الطعام وتربية أولادهن والتدريس لهم، الأمر الذي يشكل ضغطا نفسيا خفيا قد لا تشعر به المرأة إلا بعد فوات الأوان. وتزيد الزيارات الاجتماعية، والاعتماد على وجبات المطاعم وخاصة الوجبات السريعة من احتمالات زيادة الوزن. وتناولت الأيوبي ما دعا إليه المؤتمر الأوروبي للسمنة المنعقد حاليا في العاصمة النمساوية فيينا إلى التركيز على الوقاية من السمنة باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول وجبات غذائية متوازنة مع ممارسة الرياضة. ويظل التغيير في أسلوب المعيشة أمرا لا بد منه، حيث جعلت الرفاهية المواطن الخليجي يهجر الرياضة ويميل إلى الراحة والمشاهدة بدلا من الممارسة، ما زاد من نسب الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية والبدانة وغيرها من أمراض الرفاهية وقلة الحركة.