أكد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الإعلامي معتوق الشريف أن هناك ستة تصورات ذهنية تعوق نشر ثقافة حقوق الإنسان، التي تهدف إلى حماية الكرامة الإنسانية وتمكن الإنسان من الحياة بكرامة وتحرره من الخوف والحاجة. وأوضح الشريف في محاضرته في طريف (حقوق الإنسان ثقافة أم هيمنة) التي دعا لها نادي الحدود الشمالية الأدبي مساء الثلاثاء الماضي، أن هناك ستة تصورات ذهنية لدى الناس تقف كحجر عثرة أمام نشر وتعزيز حقوق الإنسان وهي، إن حقوق الإنسان: (ابتداع غربي، ضياع للخصوصية، ثقافة مسيسة، تأخذ مبدأ الازدواجية والانتقائية، تلغي السيادة الداخلية، وأنها هي العولمة). وفند الشريف الذي يعد أول دارس لحقوق الإنسان في المملكة هذه التصورات الذهنية قائلا: «إن من يرى بأن ثقافة حقوق الإنسان هي ابتداع غربي يتجاهل أن الإسلام وضح لنا حقوق الإنسان، التي كانت مفاهيم متقدمة في حين كان يسود أوروبا عصر الإقطاع والظلام»، وأضاف «إن أثر الشريعة الإسلامية وما نادت به واضح في تقنين حقوق الإنسان على المستوى الدولي مقارنا بين بعض الآيات القرانية وبعض المواد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان». ورد الشريف في محاضرته التي أدارها عضو النادي الأدبي في الحدود الشمالية ثامر قمقوم على كل التصورات الذهنية التي حددها، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية والواقع الحياتي، داعيا إلى قبول الاختلاف لأنه رحمة، ودلالة على أن المجتمع مجتمع حي، وقال: «الاختلاف في الرأي لا يدل بالضرورة على ضعف الإنسان، إنما العكس يدلنا على قوة المجتمع، شرط أن يكون هذا الاختلاف في مصلحة الأفراد أو الجماعات، فالاحترام المتبادل بين الرأي والرأي الآخر يجب أن يتوافر بين الأطراف المتصدية للعمل البناء في سبيل تقويم المجتمع، مع الاعتراف بتباين الآراء نظرا لاختلاف توجهات الناس»، وأضاف «علينا عدم الانغلاق على الذات والتسامح، فالتسامح دليل واضح على الحب النزيه بين البشر وابتعاد صريح عن الحسد الدنيء». وخلص الشريف في محاضرته إلى الإشادة بمركز الملك عبدالله لحوار الأديان في فيينا، ومبادرته للحوار بين الأديان السماوية، وجهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.