أرجع أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود والمهتم بالإعلام الإسلامي الدكتور عادل الميكينزي ضعف استخدام المسلمين للفن والإعلام لخدمة الدعوة والدفاع عن الدين والتعريف به لغياب رأس المال المستثمر ونقص الكوادر وقلة خبراتها في هذا المجال، إضافة لخطاب الصحوة الذي كان نابعا من البيئة والمجتمع. واعتبر المكينزي في تصريح ل «عكاظ» أن مسلسل الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سيشكل نقلة نوعية في الدراما الإيجابية التي تعرف برموز الأمة وتقدم القدوات الإيجابية بقالب حقيقي، مضيفا «أنا من أشد المؤيدين لهذا العمل وأشد على يد القائمين عليه وأدعو التجار والمستثمرين إلى ضرورة الاستثمار في الفن والإعلام بإخراج مشاريع دعوية وسطية». وتابع «كل شخص يؤدلج الوسيلة التي يستخدمها وفق توجهه فنحن المسلمين لنا رؤيتنا وتراثنا وثقافتنا وبإمكاننا أن نستغل كثيرا من الإمكانيات ونضع رؤية متميزة تتناسب مع الواقع الذي نعيشه». ورأى المكينيزي أن لدينا الكثير من الأفكار والقضايا التي لو تم تحويلها إلى برامج إعلامية واسعة فإنها ستجذب الجمهور وتأسر النظر. داعيا إلى تطوير الكوادر حرفيا وتبني إبداعاتها بما يتناسب مع هويتنا الثقافية والدينية، واستدل بالمخرج الراحل مصطفى العقاد الذي قدم أنموذجا في تقديم أعمال فنية حرفية ذات مضمون، مشيرا إلى أنه حقق نتائج مذهلة على مستوى الغرب وساهم في تغيير الصور القاتمة عن الإسلام في تلك الفترة، بل إن فيلم الرسالة كان له أثر في اعتناق بعض الغربيين الإسلام، وفي هذا الصدد نحن نتحدث عن التجارب التي يجب أن يتم الاقتداء بها. ولفت الدكتور عادل إلى «أن تمويل مثل هذه المشاريع بحاجة لمبالغ مالية ضخمة والمعروف أن الإعلام عصبه المال ولو تحدثنا عن جوانب الدراما والسينما فإننا يجب أن نعرف أن تمويل هذه المشاريع يحتاج لمبالغ مالية ضخمة إذا أردنا تقديم عمل احترافي مقنع، فهي صناعة بحد ذاتها»، مطالبا بتحالف رجال الأعمال العرب والمسلمين لتمويل لتمويل هذه المشاريع أو بدعم الدول المقتدرة». ولاحظ الميكينزي أن تفكير رجال الأعمال والمستثمرين غائب تماما عن الاستثمار في الفن والإعلام خدمة للدعوة، مطالبا بتقديم «تجاربنا ضمن رؤيتنا الخاصة التي تخدم المجتمع وتقدم أنفسنا للآخر بشكلنا الحضاري الحقيقي، خصوصا أن هناك من يمثلنا ويمثل بنا عبر وسائل الإعلام». وأفاد الدكتور عادل إلى وجود الإمكانيات المالية لدينا لكنها تبقى متجزئة ومتشعبة والمحاولات دون المستوى، ولو سرنا على طريقة العقاد الذي نجح لأنه قدم الفن السينمائي بأسلوب يتماشى مع توجهات الغرب وخاطبهم بأسلوبهم لكن ضمن رؤيتنا الثقافية الإسلامية، مضيفا «آن الأوان لتقديم فن راق عبر وسائله المختلفة لأن لسان حالنا اليوم يقول «إننا أضعف محامي لأقوى قضية» . ورأى المكينيزي أن خطاب الصحوة النابع من المرجعية الفقهية له في حقبة ماضية كان أحد العوائق في استخدام الفن في خدمة الدعوة. ورأى المكينيزي أن ديننا وحضارتنا وثقافتنا حبلى بالقيم الأخلاقية التي تعد بديلا ناجحا لما يبث في قنوات الفضاء من عري وإسفاف وابتذال، متسائلا كيف نحمي شباننا وبناتنا من هذا المدى الطاغي وكيف نظهر صورتنا ونحن غائبون عن استخدام أدوات الفن التي يستخدمها غيرنا في تدمير مجتمعنا وفرض صورة هو يريدها لتغريبنا؟!، مستدلا بالدراسات التي أثبتت أن معدل مشاهدة المواطن العربي للتلفزيون تشكل ست ساعات يوميا: أي أنها تحتل ربع يومه، مبينا أن هناك (400) قناة فضائية تعبث بالمشاهد وتبث ما تريده من مسلسلات تافهة ومسرح رديء وسينما فاضحة، مفيدا أن الفراغ الذي تركه المعتدلون والخيرون جعل أعداؤنا يقتنصون هذه الفرصة.