ما أبشع ذلك المنظر الذي يشاهده الكل في جميع التي تعلو محلاتها التجارية مسميات مستقدمة أو مشتقة من جهات أو لغات أجنبية، عندما تشاهد للوهلة الأولى تبدو وكأنها خارج بلاد الحرمين ومهبط الوحي بلسان عربي مبين، وكأن مفردات لغة القرآن لا توجد فيها ما يلبي الحاجة أو يرقى لطموح المتسوق، وأصبح التقليد الأعمى هو الأصل دونما شعور بأبعاد ذلك، ولا تدخل بإيقاف هذه اللعبة العشوائية التي زاد التفنن في الترويج لها. غير أن الخير في قادة هذه البلاد يتواصل والأمل فيهم يتجدد، يتوارثون المجد وتتضافر جهودهم لخدمة الدين والمواطن والأمة، وفي كل حين نرى الجديد والمفيد انطلاقا من صدق التوجه وحسن الطوية، وما خالد الفيصل إلا واحد من أشبال أولئك الأسود المتفانية في الذود عن الحمى. ففي كل حين لهم منجز وفي كل فن لهم بصمة والصدارة في كل سبقهم أهلها مصداقا لقول أحدهم «ما أحب أنا المركز التالي والأول أموت وأحيا به»، وها هو الفيصل يتخذ القرار الفصل ويأنف التقليد والإقصاء للغته، فيبادر في الأمر بتعريب المسميات على المحلات التجارية في منطقته، فأسعد كل من سمع، وسيسعد بذلك كل من يرى، لأن ذلك هو ما يستحق مع مبادئنا وثقافتنا وتراثنا. فشكرا له ومزيدا من التوفيق والتألق والمبادرات ذات العمق والمدلول النافعين، ولا غرابة على أبي بندر الذي أعطى عسير زهرة شبابه وهو في أم القرى الأب المتدفق العطاء. والأمل معقود على أن ترى لغة الضاد محبيها، ذلك التغيير في أرجاء الوطن الغالي وجميع الأوطان الشقيقة. لما في ذلك من ثبات في القيم وإثبات الهوية وعدم الانهزام. شبيلي بن مجدوع آل مجدوع القرني عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة الثقافية والإعلامية