بعد أن ثبت بالدليل القاطع أننا غرقنا في الخرافة وأصبحنا ننسب كل شيء إلى الجن والعين والسحر، لم أجد مشروعا تجاريا يناسب هذه المرحلة أفضل من أن أتحول إلى راق شرعي، لذلك ذهبت فورا إلى المكتبة واشتريت كل ما وجدته من كتب تتعلق بالرقية الشرعية و(يا أنا يالجني)! وقد قسمت وقتي بحيث إنني بمجرد انتهائي من مرحلة قراءة الكتب -وعددها أربعة- سوف أبدأ بمرحلة التدريب العملي التي أسميتها (شهر الامتياز) حيث سأقوم برقية مجانية لجميع العاملين في مؤسسة عكاظ الصحفية باستثناء الزميل صالح الطريقي لأن جنيه سوف يضيع وقتي في النقاش حول قانونية ما أفعله. الكتاب الأول الذي بدأت بقراءته عنوانه (العجب العجاب من بدع مدعي العلاج بالسنة والكتاب) ومؤلفه هو الشيخ زياد البدارنة الرفاعي، الذي يتضح من سيرته الذاتية على غلاف الكتاب أنه (استشاري في العلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية من المس والسحر والعين) وهو مدير عيادة الطب النبوي في الأردن، والكتاب يشرح أشهر البدع والافتراءات والهرطقات المتعلقة بالرقية الشرعية وعددها يقارب الأربعين بدعة!. فمن حيل الرقاة ما يسميه المؤلف بدعة الاستعانة بالجن، حيث يقوم البعض منهم بالاستعانة بخبراء من الجن لعمل جلسات علاجية أو إجراء عمليات جراحية (تخيلوا!!)، ومنهم من يستعين بالجن لإخراج الجن (أي فرمتة المسحور!)، وكذلك بدعة العلاج بالكي وحرق الجن بالنار واستخدام الخنق والصرع بالكهرباء لعلاج المصروع، وهو يؤكد أن الكثير من الضحايا يضطرون للادعاء بأنهم يتحدثون على لسان الجني للتخلص من هذا العذاب!. ومن البدع العجيبة أيضا الخلوة بالنساء وكشف موضع الرقية من أجسادهن ولمسه!، وأيضا هناك بدعة القراءة على (الوايتات) وخزانات المياه وهذه البدعة لا أظنها تحصل إلا بعد توسع النشاط الاقتصادي للراقي ودخوله في مرحلة التصدير، وهناك أيضا بدعة حرق آيات من القرآن أمام أنف المصاب لاستحضار الجني وحرقه وتعذيبه وهذا الكمين السخيف للجني يجعلني أتساءل لماذا غضبنا من القس جونز ما دام بعض مدعي التدين يفعلون ما هدد بفعله؟!. وكذلك هناك بدعة العلاج في المساجد ما يصنع الضجيج ويلوث مكان العبادة، وبدعة القراءة على المكياج وكريم (الترطيب) حيث تضع المرأة الماكياج على وجهها فلا يستطيع الشيطان أن يظهرها قبيحة في عين زوجها (شينه وتدور عذر!) وهناك أيضا بدعة استخدام (التيزاب) أي حمض الكبريتيك فيرشونه على وجوه المرضى ما يؤدي لتشوهات خطيرة ويؤكد المؤلف أنه شاهد ذلك مرارا وتكررا، وبدعة الكتابة على الدبلة من الداخل فيلبسه العريس ليلة الدخلة كي لا يعيق الشيطان مهمته القومية!. وفي فصل (بدع متنوعة) يستعرض المؤلف تشكيلة من البدع المبتكرة منها بدعة كثرة الكلام مع الجني (شغالة هاليومين في المدينة!) وكذلك بدعة الكتابة على المواضع الحساسة في المرأة غير المتزوجة كي لا يفض الجن المتلبس بها غشاء البكارة فيكتب الراقي باصبعه المبلل بريقه: «بسم الله على عرضك ومستقبلك»!. بصراحة، لا أعرف ما الذي ورطني في مهنة مزعجة مثل الصحافة ثلاثة أرباعها مشاكل والربع المتبقي دعوات عليك بالشلل والأمراض المزمنة؟، وكيف فات علي ألا أعمل راقيا أدوس على رقاب الناس وأفعل ما يحلو لي بأجسادهم فيقدمون لي المال ويدعون لي بالخير ولا يحرمونني من دعايتهم داخل البلاد وخارجها؟!. بالمناسبة: لقراء هذه الزاوية خصم خاص.. والمتواجدون في مناطق بعيدة يمكن أن نرسل لهم (وايت)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة