العنوان أخذته نصا حرفيا عن عنوان مقال منشور بمجلة «روز اليوسف» كتب تحته .. الأستاذ المعروف «كرم جبر» صفحته الشهيرة في الطبعة العربية من المجلة العدد (4296) وتاريخ 2010/10/15م. وحتى لا أنسى نقلت العنوان نقلا لأني أود التعليق على المنشور .. واشتريت عدد المجلة المذكور من هنا من جدة ويباع في جميع منافذ البيع من كشك الجرايد إلى المكتبات! وإذا كانت الأعراف الصحفية في مصر المحروسة قد أعطت الفرصة للأستاذ جبر أن يكتب رأيه في ثنايا حديثه عن أحوال مصرنا العزيزة قبل وبعد اغتيال الرئيس السادات فيقول (أما الدول العربية الشقيقة فقد أعلنت حرب المقاطعة على مصر، ونقلت مقر الجامعة العربية إلى تونس، وأنشأت جبهة الصمود والتصدي ليس من أجل إسرائيل .. ولكن من أجل مصر والعمل على تجويع شعبها)! ويزيد على ذلك ويقول (كانت المرافق منهارة، المياه، والصرف الصحي والكهرباء والتليفونات، وكأننا دولة تعيش في القرون الوسطى، بينما ملأت التخمة الدول البترولية الشقيقة التي استثمرت تضحيات ودماء الشهداء المصريين)!! ويكمل (لتصل بسعر البترول إلى أرقام قياسية)! إذا كانت الأعراف الصحفية حسب مفهومه تعطي الفرصة للأستاذ كرم جبر أن يقول كل ذلك الكلام ويضرب ضرب عشواء فالأعراف تلك لا تنطبق على هذا الحيز الضيق! فعندنا خط أحمر على كل ما يفسد في العلاقات الأخوية حتى لو كنت على صواب وأنت تكتب! وعندنا خط أحمر على كل النبش الذي يكون ضرره أكبر من نفعه بين الشعوب! وعندنا خط أحمر على الأخذ والرد إذا كان فيه خلطا متعمدا بين الكذب والادعاء. والشك والاسترزاق! والقوة والاعتداء فهذه خيوط رفيعة ودقيقة تحركها الضمائر وتدخل ضمن الحقائق التاريخية ولا يصلح العبث فيها كما يفعل الآخرون، لهذا سقف الكلام بيني وبين الأستاذ كرم مختلف وبالتالي لن أجد فرصة تتساوى مع فرص الغير! إنما من باب الإخوانيات ولأننا نتبادل الحوار والآراء مع الزملاء لا فرق كانوا هنا أو هناك، كتبت هذه الورقة العابرة أريد أن يتذكر الأستاذ كرم جبر .. ولا ينسى أن للتاريخ عيونا وآذانا وأن الحقائق التاريخية في متناول الجميع .. وهنا في السعودية على مر التاريخ كان ما يعني مصر يعنينا وحاليا لو قال مصري عنها ما يسيء إليها أوجعناه نحن لوما وعتابا وتقريعا! فنحن في السعودية مصريون أكثر من المصريين أنفسهم وأردنيون أكثر من الأردنيين أنفسهم وفلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ولبنانيون أكثر من اللبنانيين أنفسهم هكذا علمتنا التجارب وتعودنا ضبط النفس واللسان والحجر على القلم والورق وعدم الضرب تحت الحزام وعدم الرد على السجالات ومنع الغمز واللمز وترك الصغائر والتعالي فوق الترهات والمبالغات والصمت على ضرب الحبيب لأنه زبيب! هكذا عشنا لذا كان سهلا هدم الحقائق بمعاول الأكاذيب والادعاءات وسهل جدا الاعتلاء على أكتافنا! وإلا كل ذلك المنشور لا يمت للحقيقة التاريخية بصلة سوى أنه أضغاث أحقاد مجرد رأي. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة