منذ أيام قلائل والإذاعة المسموعة لا تكف عن بث إعلان بين فقراتها تسمع فيه (فتو) الزوجة «الزنانة» تلح «وتزن» على زوجها اللطيف أن يقدم لها هدية حب! لأن الحب في فبراير يولد من جديد ويصهلل وجوده بين الناس في العالم الوسيع! فيرد عليها الزوج المنكوب بها.. إيش تقولي.. على إيش الهدية واحنا عندنا الحب طول السنة! ثم لا نسمع صوت (فتو) مرة أخرى وينتهي الإعلان الإذاعي السمج! لفت انتباهي هذا الإعلان الدخيل.. فما الداعي إليه وهو لا يقدم شيئا ذا أهمية.. ولا ضرورة له عدا خوائه وهزال مضمونه! أما اللافت للانتباه أكثر فهذه العبارة التي تقول (إن الحب عندنا طول السنة)! وتساءلت بيني وبين نفسي ما دام الحب عندنا طول السنة أجل من هم هؤلاء الذين يظهرون عندنا يضربون ويشتمون ويمارسون العنف إلى حد أن تداولنا عبارة «العنف الأسري» كما نتداول العملة المحلية بيننا! من هم هؤلاء الذين نرى صورهم منشورة غطى الضرب والعنف ملامحها وتداخلت في بعضها البعض! عنف في المدارس، وعنف في الشوارع، وعنف في البيوت، وحتى في المستشفيات، وفي الأماكن العامة.. فمن هم هؤلاء الذين لا يعبرون عن الحب إلا بالعنف؟!. إن التذاكي بتوزيع عبارة الحب عندنا طول السنة يضر أكثر مما ينفع! ورفض المناسبة المحددة بزمن وتاريخ للحب لا يتم له النجاح ما لم يكن على أسس أخلاقية ثابتة غير قابلة للتزييف والتمييع والتضليل! والتنويه للأجيال المحلية والصاعدة أن الحب عندنا طول العام لا يخدم مصالحنا الاجتماعية ولا يخدم الهدف الأصلي الذي هو محاربة البدع والضلالات بل يعالجها بطريقة خاطئة كمن يضع خطا تحت السطور فيبرزها وكان ينوي طمسها! أو كمن يظلل الكلمات بلون مغاير يميزها وكان يريد أن يمسحها! وإذا أردنا الانتصار على كذبة لا نبتكر كذبة أخرى تجاريها في تمويه الحقيقة وتمييعها! بل ينبغي أن نتسلح بالحقائق الدافعة! فنحن أمة مسلمة ولا نحتاج إلى عيد ثالث غير العيدين، أو نقول لا نحبذ لأنفسنا أن نكون (أتباع) حتى في الحب! أو نقول حبوا كما تشاؤون ونحن نحب كما نشاء وكيف نشاء لكم دينكم ولنا دين! أو نقول لا داعي لبدعة فيها ضلالة إذا كان الحب في أصله جوهر الدين وأرضه! فالدين الحنيف دعانا إلى حب الله والرسول والإسلام والمؤمنين جميعا.. ولم يعلمنا الكراهية حتى كراهية أعدائنا لم يدع إليها الدين القويم! وهكذا لدينا متسع من الردود فلماذا نصر على تزييف الحقيقة ومخالفة الواقع والظهور بمظهر يجعلنا فوق البشر.. فنحن كل عام ما عندنا غير الحب! اصدقوا مع أنفسكم يصدقكم الآخرون! علموا أبناءكم الصدق مع الذات تسهل بعد ذلك تربيتهم! لا داعي لمعالجة الابتكار الأجنبي بابتكار محلي يخالفه في الاتجاه ويتفوق عليه في الادعاء! حتى لا يحب أبناؤنا صدقهم ويكرهوا زيفنا! وحتى لا يشعروا باحترامهم لواقعهم ويكرهوا ما عندنا من مغالطات وتناقضات ومخالفات! ثم ألا تلاحظون المرأة في الإعلانات خاصة المرأة الخليجية والسعودية بالذات.. دائما هي الأضعف فكرا ووعيا وثقافة! ودائما هي الغبية والرجل هو الذكي! وهي الجاهلة وهو المتعلم وهي المطب وهو الإنقاذ وهي نقطة الضعف في المجتمع وهو نقطة القوة! ألا تلاحظون المرأة في الإعلان وكأنها تقول هؤلاء هن نساؤنا!! ثم يقولون من يشوه صورة المرأة في المجتمع وكل الأصابع تتجه إلى هناك بينما الاتجاه الصحيح إلى هنا! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة