لو فكر كل واحد منا بأن المنصب الذي يشغله هو في المقام الأول تكليف قبل أن يكون تشريفا لأدى ما عليه من واجب المنصب أو الوظيفة المنوطة به، إلا أنه مع الأسف كثيرون يرونها تشريفا لا تكليفا لهذا فبعضهم يتعب من أجل استغلالها في تحسين مظهره، وتحويل الوظيفة إلى مجرد «جسر» ليعبر من فوقه نحو تحقيق مصالحه الشخصية دون مراعاة حق المنصب في الوفاء بالحق العام، حق الوطن والمواطن ليعلم من كان همه المنصب ليحقق مصالحه الشخصية أو اعتلى ظهر الوظيفة ليستنفع بما كلف به، أنه يوم مفارق المنصب وتارك الوظيفة وسيبقى ما خلد في ذاكرة الناس إن كان موظفا، أو في ذاكرة طلابه إن كان معلما أو في ذاكرة الوطن إن كان عاملا أو جنديا، الناس لن يذكروا منصب الشخص بل كل ما سوف يذكرونه عن أي شخص ما أعمال الشخص وسيدور حديثهم حول منجزاته وسيخلدون مآثره من خلال ما قدم لوطنه هكذا سنة الحياة بعد أن يغادر أحدنا المنصب ويرحل عن الكرسي وينسحب عن ساحة العمل رسالتي لكل شخص قصر في أداء وظيفته أيا كانت الوظيفة، أو شعر بأنه لا يملك أدنى انتماء لعمله، أو ليس لديه عشق لمهامه الوظيفية ولا يرى فيها سوى قبض المرتب نهاية كل شهر أنه محاسب أمام الناس أولا ثم أمام الله. محمد إبراهيم فايع