بعد انتشار كاميرات نظام (ساهر) المروري تذكر الكثير من الناس جهازا منسيا في السيارة اسمه (الأمبير) أو مؤشر عداد السرعة!، كان معطلا في الكثير من السيارات، إما لأنها قديمة ولم يجد أصحابها ضرورة لإصلاح (الأمبير) لأنهم اعتادوا على تحديد السرعة حسب المزاج!، أو لأن بعض السائقين الشباب يتعمدون تعطيل (الأمبير) كي لا يتبقى شيء يذكرههم بأنهم حولوا سياراتهم الصغيرة الى طائرات مقاتلة!. ثمة الكثير من الأشياء في هذه الحياة تحتاج ضبط (الأمبير)، وأولها هذا الاتجاه السريع نحو الغيبيات وإعطاء مسائل الجن والسحر وتفسير الأحلام أكبر من حجمها، حتى أصبح المشعوذون والدجالون نجوم مجتمع ورجال أعمال بل، والغيبيات إذا طارت بعقول الناس لن تستطيع كاميرا ساهر أن ترصد سرعتها.. وسيصبح الدماغ مجرد (أمبير) معطل!. وكذلك وزارة التربية والتعليم بحاجة لضبط (أمبير) المناهج المطورة لأنها (حاطه رجلها) دون أن تتبين حقيقة الأمر!، ففي كل يوم نكتشف مشكلة جديدة في مناهجها المطورة، وآخر هذه المشاكل تتعلق بمواد النشاط التي تفرض على الطالب في الصف الأول الابتدائي كتابة بعض الكلمات والعبارات رغم أنه لم يتعلم الكتابة بعد!. والصحف الإلكترونية المحلية أيضا تحتاج ضبط (الأمبير)، فهي تحقق حضورا جيدا ويتمتع بعضها بالحرية والسرعة في نقل الأخبار، ولكنها تحتاج إلى ضبط (أمبير) المصداقية كي يؤخذ كلامها على محمل الجد، وكي لا تصطدم بعمود إنارة بسبب السرعة الطائشة.. ( وشوف متى يجيك الهلال الأحمر)!. حتى كرة القدم السعودية تحتاج إلى ضبط (الأمبير)، فهي دائما تسير بسرعة غير عادية، وحين تتعرض لأول مطب يتم تصوير إخفاقاتها بألف كاميرا وكاميرا.. نادي الهلال مثلا كان يسير بسرعة كبيرة جدا جدا نحو اللقب الآسيوي، ولكن مركبته الزرقاء انقلبت في منتصف الطريق، ربما حدث ذلك لأن الفريق تخلى دون داعٍ عن أكبر (أمبير) في تاريخ الكرة السعودية: محمد الدعيع!.. أما غريمه التقليدي النصر فهو يحتاج إلى ضبط (أمبيره) المعطل منذ أيام أشرطة الكاترج ويجب أن لا تدفعه ظروف الهلال الصعبة للإفراط في التفاؤل بخصوص مباراة الديربي!.. بينما تنحصر مشكلة نادي الشباب في أن إدارته تركت السيارة وركزت على (الأمبير)!. أما خطباء الجمعة، فقد فشلت كل الجهود والدورات والتعليمات في ضبط (أمبيرهم) لسبب بسيط وجوهري وهو أنهم لا يوافقون أصلا على وجود (أمبير)! ويعتبر صندوق الموارد البشرية أكثر صندوق يحتاج إلى ضبط (الأمبير)، فهو يقدم الإعانة المالية لرب العمل الذي يشغل أو يدرب شابا سعوديا، فيأخذ هذا الإعانة ويعطي الموظف أو الموظفة فتات الفتات، بينما يمكن إصلاح (الأمبير) من خلال تقديم الإعانة مباشرة للشاب السعودي ويقدم له رب العمل فتاته، وهكذا يصل الصندوق إلى هدفه. وبشكل عام فإن صرف الأموال يحتاج دائما إلى ضبط (الأمبير)، فالخبر الذي يتحدث عن وجود 400 طائرة خاصة ما شاء الله تبارك الله، لا ينسجم مع الخبر الذي يقول إن مواطنة تعمل خادمة منزلية ب800 ريال كي تطعم أبناءها!. على فكرة.. نسيت أن أقول لكم بأن أغلب السائقين الذين توافدوا على الورش الصناعية لإعادة ضبط (الأمبير) لم يفكروا أبدا بمسألة تبديل الإطارات المهترئة أو فحص الفرامل.. إنهم لا يرون أدنى مشكلة في الموت المجاني.. فالمشكلة من وجهة نظرهم تتلخص في أن تقوم كاميرا ساهر بالتقاط لحظة تجاوزهم للسرعة القانونية!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة