تتباين الأولويات لدى اللاعب المحترف في الشرق الأوسط عن نظيره في العالم الغربي سواء على الصعيد المهني أو الانضباطي، وما يستوعبانه من ضوابط وقواعد تحفظ لنظام الاحتراف هويته وصحته كمهنة تعد مصدرا رئيسا لرزق اللاعب. ومع هذه التباينات يلمس المتابع للشأن الرياضي وجود رابط وثيق بين اللاعب المحترف العربي والغربي في آن معا، جعلهما متفقين ومشتركين في ترويج ظاهرة عشق السيارات الفارهة. هذا الاتفاق الشكلي يعبر هو الآخر عن حالات لقيت من الاختلاف في الطرح الشيء الكثير، نظير دخول تلك الظاهرة بين مجهر الواجبات وسندات الكماليات إن صح التعبير. في ملاعبنا السعودية ترجم الكثير من اللاعبين هذه الظاهرة من أوسع الأبواب، لاسيما من جانب اللاعبين ممن يصنفون من فئة النجوم. ويتسابق بعض نجومنا على مواكبة هذه الظاهرة وتصل عند البعض الآخر منهم حد الهوس. بما أن هذا الهوس متوارث لدى كافة الرياضيين محليا وعالميا بمن فيهم المنتمون للمستديرة، يظل لاعبو الجيل الحالي مكملين للذين سبقوهم من نجوم ومترجمي عشق اقتناء السيارات الفارهة من أوسع الأبواب إذا ما تم حفظ الفوارق المالية في مقدمات العقود بين لاعبي الأمس واليوم. وإذا ما أردنا التعمق أكثر في تفاصيل أباطرة المستديرة العاشقين للسيارات الفارهة في دورينا، فلا بد أن نتوقف مع القائد حسين عبدالغني نجم المنتخب السعودي والنادي الأهلي السابق والنصر الحالي الذي تربع على مدار سنوات طويلة في صدارة اللاعبين الأكثر امتلاكا للسيارات الفارهة لدرجة وصلت لامتلاكه معرض كبير يحتوي أعرق ماركات المركبات. ويدخل قائد نادي الاتحاد محمد نور بقوة في الصفوف المتقدمة؛ نظير عشقه الدائم اقتناء أفضل السيارات، بالإضافة إلى أنه من أكثر اللاعبين الذين يستمتعون في جمع أكثر من سيارة في آن معا، مع التوقف أمام الكماليات الأخرى التي تتمثل في عشق التميز الذي يجيده نور الذي يعتز دوما «أن تحمل لوحة سيارته حروف اسمه ورقم قميصه مع نادي الاتحاد»، وهو ذات الأمر الذي ينطبق على مهاجم الهلال ياسر القحطاني الذي يحمل اسمه والألقاب التي تطلقها عليه، بالإضافة إلى جماهيره في لوحات سياراته المتعددة والمتجددة على الدوام. ويعد مهاجم الاتحاد نايف هزازي هو الآخر أحد أحدث المنافسين للقائمة السابقة ومن أوسع الأبواب ليس في الكم، لكن في نوعية السيارات الفارهة التي اقتناها في مدة زمنية لم تتجاوز العامين. تطول القائمة أيضا بنجوم آخرين لكنهم يأتون خلف النجوم أعلاه. يقول الأخصائي الاجتماعي محمد العجمي إن ظاهرة عشق اللاعبين للسيارات هي ظاهرة طبيعية متداولة في كل العالم، لكون الرابط في المسألة أبعد من أنه رابط مادي بقدر ما هو رابط اجتماعي وضع الكثير من اللاعبين أو النجوم في خانة القدوة عند شريحة كبيرة من البراعم والجماهير عموما، بمعنى أن اللاعب بات محط أنظار الكثير من الجماهير وهذا السبب كفيل أن يظهر النجم بأجمل وأبهى حلة. وأضاف «الظاهرة ليست سلبية لكونها اجتماعية وكل المجتمعات يحدث فيها ما يحدث في المملكة (ما يقتنيه لاعبو الدوري السعودي)». في الجانب الغربي، يمكن القول إن الاختلافات تصب كما وكيفا في الجانب المادي الذي يجعل سيارات نجوم الدوري الإسباني، الإنجليزي، والإيطالي في الصفوف الأولى دوما. وكان مدرب ريال مدريد جوزيه مورينهو سبق أن تحدث عن ظاهرة بحث اللاعبين على الأموال والسيارات الفارهة وأن اللاعبين ما دون ال20 عاما يتأثرون بعوامل المجتمع، لكن مدرب ميلان الأسبق ليوناردو قال «كل ما يحدث في عالم كرة القدم هو مرآة للمجتمع وبالتالي موقف اللاعبين الصغار والأولاد خارج الملعب سيتأثر وبالتالي من حق اللاعب أن يقتني ما يريد». يعد الإرجنتيني ليونيل ميسي مثالا حيا لكبار النجوم في العالم الذين يملكون المال الكثير، بالتالي يقتنون عددا لا بأس به من السيارات الباهضة الثمن، وقالت صحيفة الماركا الإسبانية إن مرآب السيارات لدى ليو ميسي يحتوي على عدد من السيارات الفارهة، بيد أن الصحافيين وصيادي اللقطات الخاصة للنجوم (الباباراتزي) قد كانوا أضعف من أن يلتقطوا صورا لميسي وهو يقود إحدى سياراته الفارهة، ولسوء حظهم فأنهم لا يملكوا أية صورة له في أي من تلك السيارات. غير أن موديلات وأنواع عدد سيارات ميسي أصبحت معروفة لديهم، فميسي يمتلك خمس سيارات، منها سيارة (دودج تشالنجر Dodge Charger SRT8) برتقالية اللون، سيارة ( Maserati 2010 Model مازيراتي 2010) لونها أسود، وأحدث موديل لسيارة (Lexus 4×4 ليكزاس رباعية الدفع) ذات اللون الأزرق الغامق، سيارة (Audi Q7 أودي كواترو) بيضاء اللون، وأخيرا سيارة جميلة جدا وهي (Ferrari Spider فيراري سبايدر (العنكبوت) فضية اللون. الطريف في ظاهرة اقتناء السيارات كشفت عنه وسائل الإعلام الإسبانية أخيرا، بعد أن عنونت غالبية الصحف في صدر صفحاتها أن عددا كبيرا من لاعبي فالنسيا تعرضوا لعملية نصب ضخمة من إحدى شركات السيارات الفارهة. وأشارت صحيفة ماركا في إحدى نسخها الإلكترونية إلى أن مدير شركة السيارات التي كانت تقوم بتسهيلات للاعبين في شراء السيارات وتزويدها بمزايا إضافية، قام بتزوير توقيعات اللاعبين في بعض المخاطبات البنكية.