أرسل لي أحد الأصدقاء مقطع فيديو لفتاة عمرها عامان واسمها «رحمة» أو هكذا فهمته وهي تقول: «رهمه»، وكان معها رجل يطرح عليها أسئلة عن حكم السواك والسبحة والاحتفال بالمولد النبوي وعن الغناء ووو إلخ؟ وكان الرجل غائبا عن المشهد سوى صوته، وكانت الفتاة تردد كل ما تم تلقينها وبالتأكيد حدث هذا من والدها أو والدتها. هذا المشهد أعاد لي مشهدا آخر لطفل أمريكي كان والده «القس الأمريكي من اليمين المتطرف» قد لقنه الخطب التي تحض على كراهية الآخرين بما فيهم ليبراليو أمريكا، وكان الطفل يردد خطب يوم الأحد بنفس الدقة التي تلقيها هذه الفتاة وإن كان هو أكبر منها، لهذا كانت الحروف في فمه مكتملة بعكس تلك الطفلة الرائعة التي تخلط الحروف، فتنطق الكلمات على طريقة الأطفال. الفارق بين المشهدين أن الطفل الأمريكي كان في تحقيق تلفزيوني فسأله المذيع: هل تفهم وتعي ما تردده؟ فأجاب الطفل: لا. فتساءل المذيع: إنه لا يفهم ما يقوله، فما الفائدة، وانتهى التحقيق على هذا السؤال العريض؟ هذه الفتاة من المؤكد أنها كالطفل تردد ما تم تلقينها، ولا تفهم ما الذي تعنيه كلمة بدعة، ولماذا السبحة بدعة تدخل النار، ولا هي تعرف المولد النبوي، ولا يعنيها كثيرا مسألة الحروب والقتل، فهي مازالت بريئة وتعيش طفولتها، ولا يعنيها عالم الكبار، ويمكن لها أن تنشئ مع باقي أطفال العالم عالما أقل كراهية وحروبا، فلماذا يفعل بها هذا؟ أعرف أن الكثير سيبهرهم هذا المقطع لطريقة إلقاء الفتاة ولأكلها بعض الأحرف، ولجمال «رحمة» وبراءتها ولحجابها رغم أن عمرها عامان، بيد أن الكثير لن ينتبهوا أننا إذ نفعل هذا بالأطفال، نحن نخطفهم من عالمهم البريء، من عالم الطفولة، لندخلهم عالم الكبار، فلمصلحة من يتم سرقة «طفولة رحمة وباقي الأطفال»؟ ولماذا الكبار يورثون الصغار عداواتهم؟ تنويه: أشرت أمس إلى أن وزارة العدل ستجد نفسها متورطة بالتعاقد مع فك السحر وحماية القضاة من السحرة، ولأن القضاة يتبعون المجلس الأعلى للقضاء فالله يعين المجلس الأعلى على التعاقد مع هؤلاء. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة