اعتبر مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن الدكتور سليمان بن عبدالعزيز السحيمي، أن هناك الكثير من المناسبات الاجتماعية والرياضية والسياسية في دول العالم تؤدي إلى تكون التجمعات البشرية لفترات محدودة وأماكن مخصصة، مبينا أن الدول والهيئات الأمنية والتنظيمية المختصة تحاول وضع منظومة للخطط المناسبة للتعامل معها بما يتاح لها من خبرة ودراسة وإمكانات. وأضاف في تصريح صحافي أن المملكة تتمتع بخصوصية تواجد أقدس مدينتين إسلاميتين في العالم على أراضيها، تواجه تجمعا بشريا مختلفا عن غيرها من التجمعات من عدة جوانب، أهمها ضخامة الأعداد من المسلمين الذين يصل تعدادهم بحمد الله المليار ونصف المليار، حيث يطمح كل واحد منهم في الحضور إلى مكة لأداء شعائر الحج والعمرة والزيارة، مواجهة بذلك عدة تحديات منها محدودية الزمان والمكان والأداء الموحد للشعائر والتنقلات. كما يأتي هذا الاختلاف من التعدد الكبير في جنسيات الزوار واختلاف ثقافتهم ومستويات وعيهم والأوضاع الصحية في بلدانهم. وأوضح السحيمي أن لهذه التجمعات تبعات وآثارا سلبية محتملة، صحية واجتماعية وسياسية وأمنية، نجحت المملكة خلال العقود الماضية في احتواء هذه الآثار والتعامل معها والتحكم بها، مما كان مثار إعجاب وامتنان العالم على شكل دول ومؤسسات ومنظمات وأفراد، ولكن لأن طموحات المملكة لا تقف عند حدود، ورضاها عن وضع التجمعات البشرية وخصوصا الحج والعمرة لا سقف له، فقد كان ذلك هاجسا متواصلا لها في مختلف المجالات وشتى الأصعدة.. مؤكدا أن عقد مثل هذه المؤتمرات يعكس نضجا استراتيجيا وبعدا تخطيطيا راقيا، حيث تجتمع الخبرات العالمية والمحلية لتتمازج ويتم تداولها وتدارسها من قبل المنظمات والمؤسسات والأجهزة الحكومية وأهل الخبرة، ولنستفيد ونقدم للمجتمع العالمي الفائدة من تجاربنا وليخرج المؤتمر بتصور نتاجه فهم أكثر لأبعاد آثار التجمعات البشرية وخطط واستراتيجيات علمية وعملية أكثر يؤدي ذلك إلى نتائج أكثر ضمانا وأمانا لتجمع بشري في الحج وغيره أكثر فائدة وأقل سلبية، نقدم للعالم من خلاله نموذجا يحتذى في الانفتاح والاعتماد على المنهجية العلمية في التعامل مع مشكلات العصر.