كشفت صحيفة ال «جارديان» أمس نقلا عن تقرير سري للحكومة الهندية أن الاستخبارات الباكستانية شاركت بقوة في الأعمال التحضيرية لهجمات مومباي في نوفمبر 2008. وقالت الصحيفة إن التقرير المكون من 109 صفحات عن استجواب المشتبه فيه الرئيسي ديفيد هيدلي الباكستاني الحاصل على الجنسية الأمريكية والمحتجز حالياً لدى الولاياتالمتحدة، يتضمن معلومات تفصيلية عن دعم الاستخبارات العسكرية الباكستانية (آي سي آي) لهجمات مومباي. وأضافت أن هيدلي الذي اعتقلته الولاياتالمتحدة العام الماضي «وصف في التقرير تنظيم عشرات الاجتماعات بين ضباط من جهاز (آي سي آي) وأفراد بارزين من جماعة عسكر طيبة المسؤولة عن هجمات مومباي التي خلفت نحو 170 قتيلا وأكثر من 300 جريح من جنسيات مختلفة». وأفاد هيدلي أنه «عقد لقاءات مع العقيد كامران والرائد إقبال والرائد سمير علي من الاستخبارات العسكرية الباكستانية، وحصل على 25 ألف دولار من الجهاز لتمويل واحدة من ثماني عمليات استطلاع قام بها في مومباي». ونفت الحكومة الباكستانية مرارا أن يكون أي من مسؤوليها الأمنيين تورط في هجمات مومباي. وأشارت مصادر باكستانية في تصريحات لعكاظ أن هناك حملة إعلامية أمريكية ضد الباكستان بهدف تشويه سمعتها، مؤكدة أن نيودلهي تسعى لتوريط إسلام آباد في الأعمال الإرهابية. وأفاد متحدث باسم جهاز الاستخبارات الباكستانية والمعروف ب(آي سي آي) «أن اتهام الجهاز بالتورط في هجمات مومباي لا أساس له من الصحة». من جهة أخرى تسعى الولاياتالمتحدة عبر لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين باكستانيين إلى إصلاح علاقاتها مع إسلام آباد التي تضررت مؤخراً بسبب الموقف العسكري الأمريكي الصارم الجديد في المنطقة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن الإدارة الأمريكية ستبدأ محاولتها لرأب الصدع في العلاقة مع الباكستانيين، مع وصول قادة عسكريين ومدنيين باكستانيين هذا الأسبوع إلى واشنطن لإجراء لقاءات رفيعة المستوى. من جهة أخرى قتل 7 أشخاص أمس في موجة مستمرة من أعمال العنف التي تجتاح كراتشي ليرتفع عدد القتلى الذين سقطوا في المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى 48 شخصا. وذكرت قناة «جيو تي في» الباكستانية أن الشرطة ألقت القبض على حوالي 80 مسلحا يشتبه بتورطهم في موجات القتل وإحراق السيارات وإثارة الشغب في المدينة.